تعالوا نوثق للغابة
بلدتنا الغابة, بلدة ذات تاريخ عريق و ضارب الجذور. و في العصر الحديث لعبت الغابة دوراً محورياً في هذه المنطقة بفضل مشروعها الزراعي العريق , الذي أنشئ في عام 1917م , أي ما يقارب المائة عام. لقد نزح الناس من هنا و من هناك, و إستقروا في هذه المنطقة و تصاهروا مع أهل البلد, و كونوا هذا المجتمع. و لعبت الغابة دوراً محورياً بفضل مدارسها و معلميها و أهلها الكرام , و علي رأسها المدرسة المصرية ( مدرسة الغابة العربية , 53-1973م ) ثم مدرسة البنات الثانوية و المدرسة الثانوية التجارية, حيث تخرج العشرات في هذه المؤسسات التعليمية . و قامت في الغابة, أول ثورة للمزارعين ضد الإنجليز في السودان , في عام 1952م. لقد إنفعل الشاعر لهذا الحدث كعادته , فجادت قريحة أستاذ الجيل, مصطفي سالم سعد بقصيدة عصماء , مجد فيها هذه الثورة و أهل الغابة. قال فيها :
إنها الغابة دوماً ستثور
أسجنوها, عذبوها, إنها
رغم الضني لن تستجير
و لكن رغم هذه الأهمية البالغة , لا يوجد توثيق لتاريخ هذه المنطقة و الحياة فيها, مثلما نقرأه من توثيق لمناطق أخري , أقل شأناً , كتبه أبناءها.
عليه , إقترح أن يكتب الجميع في هذا الموقع و يوثقوا لتاريخ المنطقة و حياتها, بحيث يشمل التوثيق :
1/ تاريخ الغابة القديم و الحديث.
2/ جغرافية منطقة الغابة.
3/ الحياة الإجتماعية للسكان, أي العادات و التقاليد , السائد منها و البائد.
4/ الحياة الإقتصادية للسكان.
5/ التعليم و النشاط الثقافي و الرياضي في المنطقة.
6/ أي مسائل أخري مرتبطة.
ولا شك أن ما سيكتب, سيكون له فائدة للدارسين و الباحثين. و يمكن لأي من الباحثين, أن يستعين بهذه المعلومات و يعد رسالة جامعية ( ماجستير أو دكتوراة ) عن تاريخ أو جغرافية المنطقة. و معلوم أن مثل هذه الدراسات و البحوث تلقي الضوء علي المنطقة , و تساهم في إقتراح الحلول لمشكلات المنطقة , إقتصادية كانت أم إجتماعية. ومعلوم أن بلدتنا تعاني من بعض المشكلات , و هي : مشكلة الهدام , مشكلة الحشرة القشرية التي تصيب أشجار النخيل , مشكلة تدهور مستوي التعليم , مشكلة الفقر لبعض الأسر, المشكلات الصحية , المشكلات الأمنية و الإجتماعية التي نشأت في السنين الأخيرة و غيرها. كل هذه المشكلات في حاجة إلي حلول علمية لكي تستقيم حياة الأهلين.
أرجو أن يكتب كل من لديه معلومة, و كل من يقدر علي الكتابة, و يوثقها في هذا الموقع. و يمكن الإستعانة بمن يعرفون تاريخ المنطقة من أهلنا الكبار, و هم لن يبخلوا بما لديهم من معلومات. كما يمكن الإستعانة بإدارة مشروع الغابة الزراعي , للحصول علي البيانات عن تاريخ المشروع الزراعي و تطوره عبر الزمن. و كذلك مركز الرعاية الإجتماعية في الغابة, للحصول علي البيانات عن النشاط الإجتماعي لأهل المنطقة. و مركز مصطفي سالم الثقافي , و مستشفي الغابة الريفي , ثم إدارة التعليم بالغابة , و المجلس الريفي, و اللجان الشعبية, و إدارة مشروع الغابة الزراعي الأهلي ( الكندوة ) و مركز الشرطة في الغابة و محكمة الغابة الجزئية و غيرها من الجهات ذات العلاقة , من أجل الحصول علي المعلومات عن المنطقة , كل فيما يخصه. و لا شك أن ما سيجمع من معلومات سيكون كثيراً و مفيداً , و ذلك حتي يقف الجيل الحالي و الجيل التالي علي تاريخ هذه المنطقة الحبيبة. و يمكن أن تجمع هذه المعلومات , مستقبلاً في كتاب يتم إصداره بمناسبة العيد المئوي لمشروع الغابة الزراعي الذي يصادف عام 2017م , و ذلك بالتنسيق مع مركز مصطفي سالم الثقافي في الغابة, بحيث يكون متاحاً للباحثين.
إن التوثيق يعني حفظ تاريخنا من الإندثار و الضياع , فهل نفعل؟