بحث علمي جاد ليس القصد منة الاثارة اونحو ذلك
هناك سبب تاريخي دفع الى هذا التباين في موقف الرجل والمراة من التقبيل. فاصل نشوء القبلة كان بين الام والابن. ففي الزمن الغابر حين كان الانسان يعيش الحياة البدائية ويفتقد الى ابسط الادوات المعينة على الحياة كانت الام تطحن الطعام في فمها وتنقله الى فم طفلها وهو ما كان يسمح بشعور القبلة الاولى بما فيه لمس اللسان. وكون الدماغ الانساني يقوم بتطوير نفسه وفقا للاحتياج سواء من خلال تغير تكوين الجسم او الاحساس والمشاعر وكون هذا التغير مستمر وعبر اجيال ( العودة الى مقال السيد محمد نور الله في موقع الأوان عن ديانة الجينات ) فإن التباين وقع بين تطور الدماغ لدى كل من الرجل والمرأة ففيما كانت القبلة ترمز لدى المرأة الى سيادتها والى الحالة العاطفية الخالصة والنقي كانت ترمز لدى الرجل الى انتقاص طفولته وتبعيته في الحياة وعجزه عن البقاء وحيدا. ما دفعه الى احداث تغير في تكوينه الدماغي تجعله يعكف عن القبلة.
ومن الضروري الا ننسى ان الجنس كان يمارس علانية في تلك الحقبة من تاريخ الانسان. اي كما نشاهد باقي المخلوقات في العراء تمارس الجنس دون اي حرج فإن الانسان عاش لملايين السنين كذلك ومن هنا كان تبادل القبل ولمس اللسان هو من صفات الطفولة التي يحرج الرجل منها لانها دلالة نقص, ليس فقط للشعور الذاتي ولكن ايضا من اجل البقاء فإن أحس باقي اعضاء القبيلة بانه اضعف او يميل الى العاطفة فسوف يتحول الى هدف سهل لهم .
اما لمذا يميل الرجل الى التقبيل باللسان فذاك مرده الى المادية والعاطفية التي تميز الرجل عن المرأة ففيما تشكل القبلة الهادئة وسيلة للاسترخاء يكون التقبيل باللسان دافع لمزيد من المادية. هنا ايضا نحن بحاجة الى ان نلاحظ ان القبلة بدون لسان تحمل ما تحمل من تعبير عاطفي ابوي في حين ان القبلة باللسان تحمل ما تحمل من المادية المباشرة والتي هي عموما, اي المادية, من الممارسات العاطفية الفارقة بين الرجل والمرأة.
لاحقا حين صار الانسان يسكن في البيوت التي يقيمها من اغصان الاشجار او من البناء او او.... فقد تطلب الامر ايضا الكثير من الوقت كي يتقبل الرجل الفكرة انطلاقا من احساس داخلي بعدم الامان من جهة او الخوف من فقدان ثقة الزوجة بالرجولة المطلقة من جهة اخرى. وعلينا الا ننسى ان الحديث في الجنس لم يكن في يوم من ايام التاريخ البشري محظورا ولا محرما كما هو اليوم.
عليه, منذ تقبل الرجل الفكرة والى اليوم فإن الدماغ لم تتح له التراكمات اللازمة عبر الاجيال كي يستعيد تلك الخاصة الشعورية التي ظلت ملازمة للنساء.
لنلاحظ مثلا ان النساء يقبلن الاطفال بدون اي تردد وان الجميع لا ينظر الى الامر باي غرابة ولكن لو مال رجل الى تقبيل الاطفال او احتضانهم فسوف يثير ذلك بعض الريبة في الميحط خصوصا لو كن اناث. اذن فإن العلاقة الجمعية بدورها لم تتحرر بعد من انكار تلك الحمائمية التي فقدها الرجل عبر ملايين السنين والتي لم يستعد سوى جزء منها في آلاف الاخيرة من عمره على سطح الارض.
سأستعيد هنا حادثة من السيرة المحمدية حين اشتكى قرشي لنبي الاسلام من زوجته وهي من الانصار كان بينمها عدم توافق جنسي, ففيما كان القرشيون متحررون تاريخيا وكان شائعا لديهم تعدد العلاقات الجنسية ان برابط الزواج او بدونه وان للنساء او الرجال فإن اهل المدينة كانوا يميلون للحياء وذلك اسوة بكل المجتمعات وطبائعها حين تكون العاصمة اكثر انفتاحا من باقي المدن. ولن ننسى ان مكة كانت قبلة العرب قبل الاسلام وممر التجار من جميع اسقاع الجزيرة والشام واليمن فيما كانت المدينة ممر للقوافل بين اليمن والشام ولا يأتيها التجار من باقي الجزيرة او مصر او الحبشة فكل هؤلاء التجار كانوا يتوجهون الى مكة والتي كانت تعيد توزيع التجارة على الجزيرة العربية. اما سبب عدم التوافق الجنسي بين الزوجين فهو حياء الزوجة من بعض الوضعيات الجنسية وهذه الحادثة هي ما قيل انها سبب الآية القرآنية :
تصحيح الاية((( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموا لانفسكم واتقوا الله واعلموا انكم ملقوه وبشر المؤمنين)) (223)البقرة ولن ننسى ان الخلاف وقع في تفسير الآية هي في المكان او الزمان. المراد من هذا المثال ان نقتبس من تاريخنا ما يؤكد فكرة الحياء الجنسي حتى بين الازواج ولعهد قريب فـ 1400 سنة في تاريخ عمر الانسان على الارض تقترب من الصفر وهو ما يجعل القارىء الكريم يدرك بشكل اوضح كيف انه لم يتح للرجل ان يستعيد او يعيد انتاج آليات في دماغه تجعله اكثر قدرة على الاستجابة للقبلة.
فالتطور الجزئي في عمل الدماغ هو محصلة لعشرات اللاف من السنين كي يصبح صفة جينية او كي ياخذ موقعه النهائي في خريطة الدي ان اي , ومع غياب هذه المعلومة عن الكثيرين فإنهم يفقدون جزئية بالغة الاهمية في تحليل التطور الاجتماعي والجسماني والنفسي للانسان والعلاقة فيما بين تلك العناصر .
يمكن للقارىء الكريم ان يتوقف عن عدم حاجة انثى الحيوان الى طحن الطعام لاولادها كون صغار باقي الحيوانات لاتمر بتلك المرحلة, اي طفولة بدون اسنان او باسنان اقل, ويستثنى من ذلك الطيور والتي بدورها مناقيرها تفتقد الى النهايات الحسية الموجودة في الشفتين وهو ما يجعلها لاتشعر بالحنان الذي تتركه القبلة وبالتالي لا ينمو لديها ذاك الاحساس.
ايضا يمتاز الانسان عن باقي اخوانه في الخليقة في جزئية الدموع فهي ودونا عن باقي المخلوقات لها غرض مشاعري ايضا بالاضافة الى دورها البيلوجي البحت لدى باقي المخلوقات وهذا بدوره ناتج عن تطور المنطقة العاطفية في الدماغ والتي اساسا تطورت بسبب القبلة بين الام والابن ومن هنا كان ايضا ميل الرجل الى العكوف عن البكاء مع تقدم العمر كونه من صفات الطفولة ومن هنا كانت المرأة ميالة للبكاء ولنفس السبب الذي جعلها اكثر قدرة على الاحساس بالقبلة. فهي تاريخيا لم تفطم لا عن القبلة ولا كانت بحاجة الى ان تفطم عن البكاء ولذا ظلت تلك المناطق من دماغها نشطة. الأبحاث السريرية وعبر المسح المغناطيسي للدماغ تؤكد وجود اثنا عشر نقطة فاعلة عاطفيا في دماغ المراة فيما يقابلها نقطتين فقط لدى الرجل ولكن تلك النقطتين اكثر عمقا من المراة وتصدر اشارات اوضح واقوى وهو ما يفسر به العلماء تعرض الرجل الى امراض محددة اكثر من المراة كأمراض القلب والسكري وباقي الامراض التي تكون ناتجة عن حالة عاطفية حادة . فالرجل يتأثر بشدة ولكن بصمت والمراة تتأثر بشدة بدورها ولكنها تنفس عن احتقانها المشاعري بالدموع كأضعف الايمان. لذا فان البكاء وكما ينصح الاطباء هو احد الامور التي يمكن من خلالها الوقاية من الكثير من امراض القلب والجملة العصبية والتغيرات المفاجئة في لون البشرة او القرحة ..الخ .
اي ان ميل المرأة للبكاء او تقديرها الاعلى مشاعريا من الرجل للقبلة مرده تطور نقاط الاستجابة العاطفية في الدماغ والتي جاءت بدورها استجابة لوقائع الحياة وضوراتها.