لم يكن ثمة أحد يتوقع أن تبلغ الطالبة السودانية ملاذ محمد الجميعابي ذات الـ (21) ربيعا ذلك المدى البعيد من النجاح بيد أنها كانت على موعد استثنائي في الصقيع الأوروبي وكتبت اسمها على لوح جامعة (ميتروبوليتان) البريطانية بحروف من نور، الجامعة التي التحقت بها قبل سنوات لدراسة الهندسة المعمارية ومن ثم أصبحت الأولى على دفعتها وحصلت على جائزة الأداء الأكاديمي، أرفع جائزة في الجامعة، وتم تكريمها باعتبارها الأولى على مستوى طلاب العالم.. ملاذ كانت السودانية بل الأفريقية الوحيدة التي حصلت على تلك الجائزة الرفيعة وهى تختزن في ذاكرتها عبارة سودانية راسخة «المرة كان فاس ما بتقطع الرأس» ولذلك قررت أن لا تسجن ذاتها في جدران الخنوع وتستسلم للقيود الاجتماعية المفروضة بكل سهولة رغم مخاوف الأسرة في الأول من دراستها في بريطانيا وهى البنت الصغيرة .. قررت ملاذ أن تتحدى المستحيل وشاركت في مسابقة تسلق الجبال عن مجموعة «أنا أتحدى» التابعة لمنظمة العون الإسلامي وصعدت قمة جبل طوله (3650) قدم، وهو أعلى جبل في بريطانيا، لتثبت لرصيفاتها أن البنت السودانية قادرة على ركوب الصعاب وتحدي المستحيل .. تقول ملاذ لـ (الأهرام اليوم) إنها شعرت بالرهبة وهى تتسلق أعلى قمة الجبل ولكنها أرادت أن تثبت للجميع أنه لا حدود للطموح وأن المرأة السودانية جسورة ولافتة للأنظار أينما حلت، وقد ظلت تنادي بفكرة تبني الأطفال مجهولي الأبوين وتدفع بها في كل محفل، وتهدي ملاذ تلك الجائزة لوالدها وللوطن وتقول بأنها تحلم بصعود سلسلة جبال (كلمنجارو) أعلى جبال في أفريقيا وطالبت الشباب أن يقاوموا اليأس بشرف المحاولة وأن لا يحجر عليهم المجتمع في شيء، وهى بذلك تضع الفتاة الاسترالية (جيسكا) التى طافت معظم دول العالم بمركب خشبي قبل أن تبلغ الـ (15) عاما نصب عينيها، وأضافت ملاذ ان الإسلام جاء بالفتوحات وأن الملكة (شيبا) هاجرت من أرض السودان إلى فلسطين واستطاعت أن تكسر حاجر العزلة المفروض على المرأة السودانية منذ ذلك الوقت، وهي بذلك تفترع لونا جديدا من الهوايات وتكبر في كل لحظة بفارق دهر جنوني،،،،،(منقول عن صحيفة الاهرام اليوم السودانيه،)وشكرا