رحم الله الشيح عبدالرحيم بن الشيخ محمد وقيع الله "البرعي" فله قصيدة مشهورة عن رحلة إلى الديـــار المقدســـة يمـــدح فيها طـــائرة الناقـــل الوطني، الخطـــوط الجـــوية الســـودانية،
فهي "جديدة من الورقـــة تقطع وسيع الفـــرقة"،
و"ما فيها جزء بطّـــل أو جهـــاز معطّـــل"،
ويشيد بكابتن الطـــائرة، ومضيفيها، وحتى نظام تكييفها الذي أُعجـــب به الشيخ مما جعله يصف الطائرة بأنها مكان يتمنى المرء لو يقضي الصيف فيه.
لكن المؤســـف أن هذا المدح والثناء لم يجعـــل إدارة ناقلنا الوطني، تسعى نحو تعزيز هذا الظن الحسن، وتلتفت إلى معالجة السلبيات الكثيرة التي تعاني منها (ســـودانير)، وهي – كما هو معلوم – سلبيات تقف حجر عثرة أمامها والنهوض والمنافسة في هذا المجال.
ولعل من أولى هذه السلبيات التي تعاني منها خطوطنا السودانية، وهي سلبيات يعلمها القاصي والداني، [/color]
عـــدم الالـــتزام بالمواعـــيد. ولا يحسبن القارئ أن عـــدم الالتزام بالمواعيد هذه من السلبيات الطـــارئة على إدارة (ســـودانير)، بل ظلت هكذا منذ ســـنوات تزيد عن الربع قـــرن، وظلت إداراتها المتعاـــقبة تمارس دور المتفرّج، ويعجـــز المـــرء أن يفهم ســـر "تفـــرّج" هذه الإدارات على هذا السلـــوك السلـــبي!!
لاشـــك أن هناك ظـــروفاً تحدث لخطـــوط الطيران في دول العـــالم المختلفة تُجـــبرها، في بعض الأحـــيان، على عدم الوفـــاء الكامــــــل بالتزاماتها أمـــام المسافرين، لكن هذه الخطوط تتعامل مع هذه الظروف بتمليك المعـــلومة للمســـافرين والاعـــتذار لهم عما حدث، والتبســـم في وجوههم، وتقديم الخدمـــات التي يحتاجـــونها، لكن خطـــــــــوطنا لا تفعل ذلك،
لديّ قـــــناعة شخصية أن مشكلة (ســـــودانير) هي مشكلة عامة نعـــــاني منها كشعـــــب ودولة وقـــــد أثرت سلباً في جميع أوجـــــه حـــــياتنا، ولكننا ظلنا نمضي نســـــوّق إدعـــــاءات كاذبة أننا من أفضـــــل الشعوب معـــــرفة بالســـــياسة، وبالاقتصـــــاد، وبالطـــــب، وكل حاجــة حتى الكـــــــــورة ...
وأن مصـــــر تكـــــتب وبيروت تطـــــبع والخـــــرطوم تقـــــرأ. هذه مقـــــولات ثبت عدم مطـــــابقتها للواقـــــع ..........
شكراً ليك يا اشــــــــرف فتحــت لينا موضوع من زمان ماقـادرين نتكلم فيهو عشان ناســــــــينو .......