ربما لا يعرف الجيل الحالي هذا الإسم, نسبة لوفاته منذ ثلاثون عام , و لعمله خارج الغابة و لبعده عن الأضواء. هو أكبر أشقاءه, و هو أستاذ الجيل. تتلمذنا علي يديه في السنة الأولي بمدرسة الدبة الثانوية العليا في عام 75/1976م , و درسنا علي يديه التربية الإسلامية و اللغة العربية.
كان محمد محيي الدين قيلي , من أوائل أبناء الغابة الذين سافروا إلي مصر في الخمسينات الماضية, حيث درس و تخرج في كلية اللغة العربية بالجامع الأزهر. عمل بعد تخرجه في المدارس الوسطي, ثم في المدارس الثانوية.
كان رجلاً راقياً في و مهذباً في مظهره و قليل الكلام, و كان حازماً في عمله . أذكر أنه كان يدرسنا القراءة في السنة الأولي. و في يوم الإثنين , ذهب معظم طلاب الفصل إلي سوق الدبة بعد الحصة الخامسة, كعادتهم في يومي الإثنين و الخميس, أي يوم سوق الدبة. دخل إلي الفصل, ووجد خمسة طلاب فقط, عمل علي تدريسهم , و سجل أسماءهم , ثم رفع شكوي إلي الأستاذ/ عكاشة أحمد علي, مدير المدرسة,. تم إستدعاء طلاب الفصل إلي مكتب المدير, و عنفهم المدير علي هذا السلوك غير المقبول.
كثيراً ما يذكره أهل البلد بالخير, هو و زملاءه الذين كانوا يدرسون معه في مصر, و هم مصطفي سالم سعد و عبدالله محمد خير أبوالقاسم, إذ كانوا يتحدثون عن ضرورة التعليم و يحثون الناس , بعد صلاة الجمعة علي ضرورة تعليم أولادهم, في وقت لم يكن كثير من الناس يلقون بالاً إلي أهمية التعليم.
إنتدب للعمل في السعودية, حيث عمل لمدة قصيرة في نهاية السبعينات الماضية , عاد بعدها إلي الخرطوم. توفي في أغسطس من عام 1980م, و دفن في الخرطوم. يرحمه الله.