الآهة تتْبعها الآهَات، لا من تعبٍ تصدُر ولا من عمل، بل من محيط يجعلنا نسبح في بحر من يأس، إحباط يتلو إحباطًا، والقادم أسوأ، والقادم ماذا يحمل؟ لا نعلم.
والقادم يرخي سدول الظلمة، الماضي كان الأغلى، كان الأحلى.
صمتت كل الأبواق.
جدي، جدي، ماذا يحدث؟
دم الآلهة باتت تخرج، تنساب من شقائق النعمان، أحقًّا ما تقول الإذاعة؟!
أأنت سمعتها يا جدي؟
• نعم، وأخواتي سمعوا مثلي أيضًا.
• عن أيَّة آلهة تتكلم؟
• عشتار، إلهة الحب، إلهة الجمال.
• جدي، جدي، ملؤوا رأسي قصصًا وحكايات وخرافات، هل حقًّا هناك آلهة تنزف؟!
• جدي، جدي، جعلوا للحب أعيادًا.
مَن شاهَد منهم دم الآلهة؟ وهل تماثِل دماؤها دم الإنسان؟ وإن كانت حقًّا موجودة أتماثل دم البشر؟
عجبًا! كيف يماثل دم الآلهة دماء البشر؟!
العقل يقول: لو وُجِدا، لو تماثَلاَ، فهناك آلهة أخرى، لا يمكن أن يشبه دم العابد دم معبوده.
• شيئًا شيئًا يا جدي.
• حسنًا يا أبنائي، في السهرة بعد صلاة الليل نفتح ملف الحب وآلهته.
وعشاء اجتمع الشمل، وتصدَّر الجد المجلس وقال: أنا أهواكم، أنا أهوى الشباب، أهوى الأطفال.
• هات، أسمعنا يا بني، ماذا تريد أن تعرف؟
محمود: عمَّ اللون الأحمر الأسواق كلها، المحلات كلها، ما بال اللون الأحمر؟
• ألم تسأل يا بني؟
• بلى يا جدي، سألت.
• وماذا قالوا؟
• قالوا: عيد الحب، "عيد الفالنتاين"، وجعلوا للحب عيدًا! ما أراه إلا شيئًا يُراد، وما أراه إلا اختلاق!
• نحن لا نعرف إلا العيدين: الأضحى، والفطر.
• أتعني أن عيد الحب يا جدي عيد دخيل؟
• هذا عيد لم يُعرَف في أرضي في الزمن الماضي، هذا عيد نقلته الشبكات، نقلته الشاشات.
• صادق: اللون الأحمر أحلى يا جدي.
• لا شك في ذلك، أوَتعرفون لماذا يا أبناء؟
• لا يا جدي، طول الموجة أقصر، تبصره العين بشكلٍ أسرع وقريبًا منه اللون الأصفر، قديمًا كنَّا نقرأ في الجريدة عن مواضيع عديدة وجديدة، فنقول: هذا كلام جرائد، وهذا يعني أنه كلام زائف، واليوم يماثل قول الجرائد قول البرامج في الشاشات.
أبنائي، لو قال القائل: الشمس تغرب من الشرق، لو ردَّد هذا القول مليار أو ملياران ممَّن سكنوا هذه الأرض؟
• أنا أقول يا جدي.
• ماذا تقول يا أحمد؟
• هذا كلام جرائد، هذا كلام إذاعات، هذا كلام برامج في الشاشات.
• جدي، جدي، ما بال الحمرة تغزو الأسواق؟
• في عيد الحب يطغى اللون الأحمر.
في عيد الحب يُباع الشمع الأحمر.
• من أين أتانا هذا الأحمر؟ من أين أتانا هذا التقليد؟ ومَن "فالنتاين" هذا؟
كاهن، راهب، قسيس، لا أعلم بالتحديد، في الزمن الماضي كان يزوج الجنود خلافًا للأوامر.
كشفوا أمره.
ماذا فعلوا به؟
قتلوه.
يحتفل الغرب بمقتله في كلِّ عام.
• أيها الأبناء، أحمد، محمود، صادق، عبدالله: ماذا فهمنا يا هذا؟
عبدالله: هذا العيد عيد أحمر، هذا عيد للغير يا جدي لا عيدي، هذا العيد عيد خرافة، وعشتار إلهة خرافة، وعلينا ألاَّ نُصدِّق كلَّ ما نسمع.
ملاحظة :
انا لست ضد الحب .... ولكن ضد الاحتفال بالحب
فإذا كان الانسان يحب بصدق فليجعل ايامه كلها حبا
لزوجته ولابنائه ولزملائه والى كل انسان..
فهذا هو معنى الحب الحقيقي
ولكن حب يوم 14 / 2 فهو حرااااااااااااااااااااام شرعا