......البادجني كاسيه النخيل والغابه كملت الحلا

بعد ان خلدت لنوم عميق تخللته بعض الاحلام بالاضافة الى بعض المناظر الساحرة التى مرت بى نهارالامس ... ها انا استيقظ على صوت تغريد العصافير وقوقاى القمرى الذى سبق الجميع للاحتفال واستقبال اليوم الجديد وكنت امنى النفس باننى اول الناس استقبالا لليوم الجديد .... تهيات .... وركبت البساط محلقا ,,, لفت نظرى منظرالناس الذين تعج بهم الشوارع ..تشاطر الكل فى همة ونشاط , فهولاء الطلاب وقد حملوا شنط الكتب على اكتافهم ويحثون الخطى نحو المداس والبعض يركض ركضا خشية ان يفوتهم الطابور الصباحى . واولئك المزارعين فى طريقهم الى مزرعهم وبايديهم المعينات والمعاول التى تعينهم على اداء مهمتهم الشاقة ...
وعلى جانب الطريق سرب من الحسناوات يمشين الهوينا وقد حملن الجركانات المملؤة بالمياه على رؤسهن للسقيا .
وهناك ارى شلة الطيانه الذين يقومون بتشييد وصيانة مدرسةالغابه جنوب ويعملون كخلية نحل .. منهم من يحمل ( الجوز ) على كتفه لجلب الماء وآخر غاطس فى حفرة الطين حتى فوق ركبتيه والاسطى اعلى الحائط ويصدر اوامره للجميع .. تارة موبخا واخرى مشيدا بمن هم دونه -- لا يوجد زعل ..انه الاسطى فيحق له كل شى ... نعم كل شى ...
وعلى الجانب الآخر ارى شله من الشباب على راس احد المنازل يقومون برص الجريد وربطه الى بعضه بسلك بعد ان مددوا جسورا من الاسلاك باعتبارها هى الاساس لعملهم انها ( النساجة ) وبحركات مدروسة يضع من هم فى الاطراف مزيدا من الجريد وعلى البقية ان يشدوا ويربطوا بقدر ما اوتوا من قوة . ارى احدهم و قد أشعل سجارة متخفيا من عيون من هم اكبر منه سنا .
وآخرين قد بدأوا بعجن ( الزبالة ) بعد ان تم تخميرها مسبقا لايام عدة حتى يسهل ( جرها ) بالمحّارة وهدفهم من ذلك بياض جدران الطين الخارجية مخافة ان تصدعها عوامل الطبيعة من رياح امطار .... الكل يعمل دون ملل اوكلل وفى تناسق تام ....
التفت بنظرى فى الاتجاه الآخر فاذا بمجموعة من الناس احتشدوا تحت اشجار النخيل .. الكل ينظر نحو ذاك الفارس الهمام (عوض كرار ) وهويتهيأ لصعود باسقات النخل رابطا ثوبه حول وسطه ومنجله الكبير المصنوع من حديد ( المبرد ) قد دسه فى لفة الثوب ... اراه ممسكا باعلى جرائد النخلة .... اسمع صوتا فاذا بها سبيطة الرطب المدنيه- التى يختارها من احسن انتاج النخلة – قد هوت الى الارض يهرع الجميع لجمع ثمارها بينما هو يتوقف للحظات لالتقاط الانفاس ممتعا نفسه بالنظر الى اعلى لتامل جمال الكون وترك فرصة لمن هم على الارض لجمع الثمار ... يواصل عمله ويواصل الجميع عملهم . ينتقل الى النخلة التى تليها ...
جوالات الخيش ... عرجون البسبيط ... مسلة الخياطة... اوان وجركات فارغة وبعض الدواب لتوصيل المحصول للمنازل حيث التخزين - كل هذه الاشياء تجدها هناك - انه حش التمر ,,,,,
بينما الجميع منهمكا فى عمله فاذا بصوت عال ينادى ( الحى الله والدائم الله فلان ود فلان راح فى حق الله ) انه الكبدان يبلغ بحالة وفاة فى البلد ... الكل يترك عمله مسرعا لينال اجر التشييع ولتقديم واجب العزاء ,,,,,,,


وتحياتي الي الجميع