قبل ٥ او ٦ اعوام جمعتني الظروف بزميل دراسة بعد غياب طال ١٥ عاما تقريبا وقضى معي بمعية اسرته عطلة عيد الاضحى فصادف ان تطرقنا لموضوع متابعة العيال في المدارس وانشغالنا بالدوام ومشاغل الحياة وذكر احد الحاضرين قصة لجؤ المقتدرين الى جلب عاملات من كينيا والفلبين ولمتابعة العيال في المدارس وطريقتهم في ضبط الاولاد من حيث وقت الدراسة والنوم واللعب ونجاحهم فيما فشل فيه البعض فكان رد صديقي ابراهيم طول الله عمره اننا نحتاج لخادمة تعلمنا نحن قبل ابناءنا ...تعلمنا عمل الواجبات ومواعيدها.. طريقة الاكل والالتزام بمقادير الاكل ومواعد النوم الخ.....
هذه الواقعة اجترتها ماساة مدارسنا بالغابة وما وصل اليه مستوى الطلاب وان كان في اعتقادي ان التدهور في التعليم لدينا ليس بجديد ...ولما كنا طلبة هناك ما كنا طلاب نابغين للدرجة البتخلينا ننتقد واقع الحال اليوم . فقط عندما وصل حال مدارسنا (( الطيش)) في الترتيب جقلبنا!!!
واقع التعليم لدينا يحتاج في اول الامر الى نهتم بتعليم انفسنا اولا نحن كاباء وامهات - نحن كمعلمين ومعلمات ثم تعليم ابناءنا.... وليس القصد بالرجوع الى المدارس ولكن ان استطعنا ان نتعلم كيف نربي ابناءنا تربية صحيحة فنكون قد وضعنا اللبنة الاساسية لتعليم اجيال قادمة باذن الله.
هذا قد يقودنا للرجوع لعهدنا وربما عهد من سبقونا وبعض من الاجيال اللاحقة لانه حاليا قد يكون الوضع تغير.
١/ العلاقة بين الاب والام والابناء :-
الكل يعلم بان اباءنا احسنوا تربيتنا بمنظورنا وبمنظورهم وحسب امكانياتهم وعملوا كل ما يستطيعون بل قطعوا اللقمة من افواههم وحرموا انفسهم ليوفروا لنا ثمن قلم او كتاب او كراس او مصروف مدرسي. وكما كلنا نعلم بان ((الانسان بطبعه لايرضي ان يتفوق عليه سوى ابنه))
لكن العلاقة بين الوالد وابنه (( في الغالب)) كانت علاقة هرمية امر ومامور تنقصها الثقة المتبادلة بين الطرفين. ينقصها الوضوح ينقصها الحب الصريح والادلاء بمشاعر الحب الجميلة التي موجودة في الاصل لكنها مدفونة..... ليه! (( لوقت الحاجة- الله لاجابها الفراق -المرض - و......))!! لسبب ما لايستطيع الوالد التعبير عن مدى حبه لابنه او بنته بصورة ودية عفوية وقت تجلي وصفاء !! وكذلك الابن هذه الصفة لم تمارس امامه ولم يتعلمها من ابيه بالتالى ما لديه من مشاعر تظل حبيسة اضلعه فقط فلا استطاع ان يعبر عن مشاعر حبه لابيه ولربما يعجزعن منح حبه وحنانه لابنه او بنته والتعبير عما بنفسه تجاه ابنه.
بل اصبح من المسلمات بضمنية الاشياء لدرجة يصح الوصف فيها بالشح و بخل المشاعر تجاة الزوجة الابناء بصفة عامة.
كثير من الابناء كانت تجمعهم باباءهم اوقات الوجبات (( شاي الصباح عند توزيع المهام واثناء وجبة الغداء عند توزيع مهام المساء)) شاي المغرب اجمل لحظة للقاء الاسرة ولكن الكلام شبة معدوم بين الوالد والابناء الا في الرسميات ومجملها جلسات حذر وتوجس كا لاقطاب المتناقضة, جلسة يشوبها الفتور خاصة اذا دار الحديث عن اشياء تخص افراد الاسرة وبنفس المقياس ربما تكون جلسة مسلية جدا اذا ضمت هذه الجلسات احد الضيوف حيث سيكون الحديث عام زراعة سياسة الخ.
كبت وعدم تبادل مشاعرالحب والتقدير والاحترام بين افراد الاسرة الواحدة وعدم والاقرار بها باستمرار نتجت عنه الجفوة وبالتالي عدم الثقة وعدم الاحساس بالامان مما يجعل او يشجع الابن على عدم البوح بما لديه من مشاكل في المدرسة او في الشارع او في الحلة . فاصبحت هناك ازمة ثقة وفقد الاب فرصة ان يكون ابنه اكثر قربا منه ليشاركه الراي ويقدم له انجح الحلول لكافة ما يوجه من مشاكل وهذا بدوره يساعد في ان يجعل من الابن رجل ذو ثقة بنفسه وجرئ ليبادل ابيه الحوار ويناقشه في شتى المواضيع مما يجعل له رايا في شتى المواضيع وبالتالي الاحساس بان له قيمة وهو لايزال يافعا ليصبح رقما في المجتمع بعد ان يصقل نفسه بالعلم والمعرفة(( ما نقول عليه لماضة شفع المصريين)) ما هي الا جراة وشجاعة وثقة بالنفس تنقصنا........
هذ ليس بتعميم على كافة اهلنا وبالتاكيد هناك من هم على اعلى مستوى من الصراحة والوضوح ولكن في اعتقادي كان هذا في الغالب وكان سابقا.... قد تكون تغيرت المفاهيم حاليا وهذا عشمي ......
(بدون همزات)
٢) علاقة المعلم بالطالب.... ونواصل