قديما كان يقال ياحليل زمن الأساتذة واحترام الأستاذ....
لما تلاقي الاستاذ تخلي ليهو الشارع وتشتت بي شارع ثاني كأن هذا قمة التقدير والاحترام بل وفخورين بذلك.... في واقع الامر هذا ناتج من خوفك ورعبك من الأستاذ ... ما مورس ما كان الا ارهاب غير مقصود لكنه كان من المسلمات والممارسات الخاطئة (( ليك اللحم ولينا العظم)) والتي بلا شك يجهل عواقبها الاستاذ نفسه وولاة الامور والطلبة انفسهم.
حكاية الجلد وأربعة كبار فوق وتلذذ بعض الأساتذة بالجلد وابتكار افضل الطرق لايصال ا لألم من حيث نوع السوط المستخدم العنج وبالعدم النيم والنبق والعرجون أيام الحصاد لدرجة كره الطلبة موسم الحصاد... ومطالبة الطلبة أنفسهم احضار نوع معين من العرجون(( كليقة من اللديح)) ليظل السوط (العرجونة لاطول مدة ممكنة).
بهذا الكم والنوع من الرهبة هل كنا نتوقع نجاح بالمعنى الصحيح للنجاح؟
هناك الكثير من الطلبة الذين تركوا أو تعثروا في مراحل تعليمهم الأولية بسبب عدم وعي غالبية الأساتذة والأهل في هذة النقطة بالتحديد مع التأكيد على جدارتهم وكفأتهم الاكاديمية.
. هناك الكثير من الذين نجحوا وواصلوا نجاحاتهم ولكن في المراحل الاولية كان كل الغرض النجاح لتفادي الجلد أو عقاب وتوبيخ الوالدين لذلك لم يكن العلم من حيث العلم وبتحقيق هذا النجاح الذي بذل الطالب فيه جهده المقدر برغم ظروف تلك الفترة التي درس بها الطالب وما عليه من التزامات تجاه (( بقيراته وغنيماته ورعيتهم وقشهم وسقيهم)) والزراعة بوجه عام... وواصلوا نجاحهم في شتى المجالات بمزيد من الجهد الفردي برغم مرارت الماضي وأثارها وانعكاساتها على واقعنا المعاش أوبمثابرة وسعي دؤوب للتغلب عليها وتحويل السلبيات الى ايجابيات.
فنجاح الطالب كنجاح فقط يعتبر نجاحاَ باهراَ اذا ما قورن بأقران له في بيئة مخلتفة الجوهر والمضمون حيث توفرت مقومات البئية الصحية الصحيحة المؤآتية للنجاح من علم ومعلم ومواد وزمن وخلافه.
علاقة المعلم بتلاميذه في اعتقادي أحد أسباب النجاح حيث يفترض توفر الثقة بين الطرفين وحب الطالب لمعلمه والمعلم لتلاميذه ووعي المعلم وادراكه التام لهذه العلاقة سبب رئيسي في حبه للمادة نفسها وبالتالي نجاحه فيها بتقدير ممتاز والعكس صحيح وهذا بدوره يجعل الطالب أكثر ثقة بنفسه وأكثر جرأة في التحدث الى معلمه والبحث عن نقاط ضعفه في المادة المعينة والعمل على تحسينها دون الاحساس بالخوف أوالاحساس بالفشل عند الخطأ.
فتحفيز الطالب بكلمات بسيطة تشجيعية تجعله يستدرك الخطأ ويقوم بعمل الصواب ، وقد يذهب لابعد من ذلك بأن يضاعف من جهده ويحاول التفوق على أقرانه لينال شرف التكريم من قبل استاذه وذلك اما في شكل استيكر او نجوم او كلمات تشجيعية أمام زملائه الطلاب مما يشجع الاخرين لحذو حذوه وبالتالي خلق روح من المنافسة بين الطلاب.
بهذه الروح والعلاقة الحميمية بين الطالب وتلميذه نكون قد صححنا خطأ سابقاَ جرت العادة على ذكره في كثير من المناسبات بمقولة ((حليل زمن تلاقي استاذك تخلي ليهو الدرب )) بل نجعل الطالب يسعد بأن يصادف معلمه بل يأخذ بيدك ويصيح يا أبوي ياهو داك استاذ فلان لازم نقيف ونسلم عليهو... يا أبوي لازم تديني قروش عاوز اشتري هدية لأستاذي ويكون سعيد جداَ لو صادف أن زاره أستاذه في البيت مش يتزاوغ عشان يقابله، كل ذلك يجعل من ابنك طالب ملئ بالثقة ومعتز بنفسه جرئ في مناقشة كافة المواضيع ومشبع بالقيم التي نحتت في مخيلته من جانبي المنزل والمدرسة بشفافية وصدق دون خوف أو رهبة.
وبهذا يكون الاستاذ قد أسهم في الجانب الهام الذي بدأه الوالدين ألا وهو التربية ثم التعليم ...
ونواصل...