حــــــاجة غريــــــــبة

لاتوجد مصيبة في الدنيا تحصد أرواح العاملين والموظفين مثل زيادة الأجور ومع ذلك فإن غالبيتهم فرحون ومهللون في وضع شبيه بديك تمبول الذي يقال انه يكاكي ومويتو في النار..
والعمال الاذكياء يطالبون دوما بتثبيت الأسعار وتركيزها والبلهاء فقط هم الذين يلهثون خلف الزيادات!!
ويحكي انه وفي عهد الرئيس نميري وفي ذروة انعدام الضروريات قابل وفد من اتحاد العمال الرئيس وقال احدهم ان الوقود معدوم..وقال آخر ان هناك ازمة في الرغيف..وازمة في الزيوت وانعدام السكر و و و ...إلخ..!وسألهم نميري:طيب انتو عايزين شنو؟ فأجابوه بصوت واحدعايزين زيادة في المرتبات ياريس!!..فقال لهم الرئيس نميري:طيب انو ماقلتو أي حاجة معدومة القروش ح تشتروا بيها شنو؟!!ولكن زماننا هذا يختلف كثيرا حيث الاسواق تعج بكل السلع وبوسع المرء ان يشتري بالأقساط من القندران وحتى الابرة..
وكما قال الرئيس البشير فإن المواطنين الذين كانوا يطاردون الحافلات والبصات أصبحت الآن تطاردهم الأمجاد والركشات..والذين كانوا يصطفون في صفوف الرغيف أصبح الرغيف الآن يصطف أمامهم ويسد عليهم الطرقات ..!!والحمد لله الذي أنعم علينا بكل تلك الخيرات..ولكن المشكلة ان هناك وفرة في المعروضات وضمورا في أصحاب الكاشات ..وقلة هم الذين يشترون والكثرة واقفين(فراجة)مطاعم القراصة والكسرة وكافتيريات الفول والبوش في إزدحام مستمر والمطاعم الفاخرة يعمها السكون!!ووضع كهذا يحتاج إلى معالجة إقتصادية لا بزيادة الأجور والمرتبات بل بإعادة العافية جزئيا للجنيه الذي كان دينارا!!
وبإرتفاع قيمة العملة الوطنية أمام العملات الأخرى ستنخفض أسعار السلع وبالتالي فإن مدمني الفول والبوش يمكنهم الإقلاع عن تناول تلك الوجبة ولو لمرة واحدة إسبوعيا ويأكلون الطيبات من شاكلة(الأسماك والدواجن واللحوم وممكن نضيف الطماطم هنا طبعا وفي الوقت الحالي)...ياسبحــــــان الله...

بالإنتاج لن نحتاج .. هتاف قديم متجدد ..فتقوية الجنيه تكون بالإنتاج والنهضة الزراعية.. وإلا فإن توقيعك سيُعمم على كل الحالات.. Smile

بالقديم الإضراب وبالجديد المقاطعه...!!!