خطبة الخلافه لأمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب
أيها الناس بلغني أنكم تخافونني فاسمعوا مقالتي .. أيها الناس كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت عونه وكنت خادمه وكان رسول الله ألين الناس وأرق الناس .. فقلت أضع شدتي إلى لين النبي فأكون سيفاً مسلولاً بين يديه فإن شاء أغمدني وإن شاء تركني فأمضي بما يريد فلم أزل معه ونيتي كذلك حتى توفاه الله وهو راض عني .. ثم ولي أبو بكر فكنت خادمه وعونه وكان أبو بكر لين كرسول الله رقيقا كرسول الله .. فقلت أمزج شدتي بليني وقد تعمدت ذلك فقلت أجعل نفسي سيفاً مسلولاً بين يديه إن شاء أغمدني وإن شاء تركني فأمضي فلم أزل معه حتى توفاه الله وهو راض عني .. أما الآن وقد صرت أنا الذي وليت أمركم فاعلموا أن هذه الشدة قد تضاعفت إلاّ أنني رغم ذلك على أهل التعدي والظلم فتظهر هذه الشدة ولن أقبل أن أجعل لأهل الظلم على أهل الضعف سبيلاً ووالله لأن اعتدى واحد من أهل الظلم على أهل العدل وأهل الدين لأضعنّ خده في التراب ثم أضع قدمي على خده حتى آخذ الحق منه .. ثم إنني بعد ذلك لأضع خدي في التراب لأهل العفاف والدين حتى يضعوا أقدامهم على خدي رحمة بهم ورأفة بهم ..وإنّ لكم علي أمور قد اشترطتها لكم ، أن لا آخذ منكم أموالاً أبداً لا لنفسي ولا لأهلي ، أن أنمي لكم أموالكم وأزيدكم في الأرزاق.. أن لا أبالغ في إرسالكم في البعوث وإذا أرسلتكم فأنا أبو العيال .. ولكم عليّ أمر رابع إن لم تأمروني بالمعروف وتنهوني عن المنكر وتنصحوني لأشكونكم يوم القيامة إلى الله عزّ وجل .. فكبر كل من في المسجد وبكوا من أثر هذه الخطبة العظيمة