حسب طلب الشقيق أبوبكر اديكم طرفه من طرف المطار حدثت لي في تلك الفتره وهي:
كانت الساعه الواحده بعد منتصف الليل أما المكان هو مطار الخرطوم
وانا مناوب في مكتب ضابط المطار يتصل مراقب الورديه من المكتب المجاور ويقول سوف يحضر لك شاب من ابناء الجنوب تم تعيينه (عامل) قبل اسبوع وسيبدأ معك في ورديتك آول يوم يعني هو ع الزيرو فقلت له يا عابدين هو معين من اسبوع يجي الليله وكمان في وردية الليل انا اعمل بيهو شنو فقال عابدين انا قلت نفس الكلام ده وقالوا هو من طرف المستر فليكس نائب مدير المطارات الاقليميه (سكتنا)جاء الشاب الدينكاوي ودخل المكتب وسالته ان عمل قبل كده في أي مكان وهذا واحد من عدة أسئله تقليديه ثم سحبت بطاقة من أحد العمال ا لقدامى المعروفين والبستها اياه حتى لا يعترضه أحد
ثم قلت له انت مهمتك الان ان تقوم بجوله في المطار لملاحظة ان كان هناك أي تسرب للمياه في أي مكان او تقصير من عمال النظافه أو خلل كهربائي في مكان ما وغير ذلك من المهام التي لا تحتاج ألي خبره او مهارات
كانت هناك طائره سعوديه اضافيه قادمه من جده يعنى كان في زحمة مستقبلين ومودعين
وفي الساعه الثانيه والنصف أي بعد ساعة ونصف تقريبا دخل هذا الشاب الجنوبي دخل المكتب ويقول لي انه في واحد مات فوق وسالته فوق وين فاشار بيده الي اعلى المكتب وعلمت انه يقصد صالة المودعين وسالته للتاكد .. مات .. مات .. وللا يمكن بس تعبان فأكد لي انه مات وكل الناس شافوه
اتصلت مباشر بالاخ عثمان المحبوب ضابط المطافي المناوب وقلت له بسرعه احضر الاسعاف الي صالة المودعين لانو في واحد مات هناك وقمت اجري للصاله وخلفي مجوك نعم هو اسمه مجوك وممرنا بسرعه من امام مكتب المراقب فسال مالكم في شنو يا الاسيد؟ ولكني كنت في مهمه اهمه من الاجابه على هذا السؤال ولكن مجوك الذي كان خلفي رجع قليلا حتى واجه مكتب عابدين المراقب وقال له في واحد مات فوك فصاح عابدين كيف ... كيف .. ؟ ثم قام وجري معنا حتى الصاله وطبعا نحن وصلنا قبل الاسعاف ودخلنا صالة المودعين مزعورين وانا لفت نظري ان الناس عاديين وليس هناك تجمهر ولا اثر لوجود شخص ميت وسالت مجوك وين الــ .... وقبل ان اكمل سؤالي كان مجوك قد رفع يده ناحية لمبه انطفأت وقال لي يا هو ديه
وفي هذا الاثناء جاء المحبوب ضابط المطافي وعلم بتفاصيل القصه فمات من الضحك وسلم على الجنوبي في يده بقوه وقال له والله انت كده الاسيد كل يوم عامل فينا مقالب عشان كده ربنا جابك ليهو مخصوص
وعندما نزلت تحت ناداني السيد عابدين مراقب الورديه وكان عليه آثار دموع الضحك فقال لي انت عارف يا الاسيد انو الموقف ده ما كان ح يكون مناسب الا معاك انت
وقام زميلنا ابراهيم الماظ وهو كان مسؤل عن الجريده التي كانت تصدر نصف شهريه من هيئة الطيران بنشر هذا الموضوع ومن ثم اشتهرت هذه الواقعه في كل مطارات السودان وعموم مطار الخرطوم وكل من يشاهدني في تلك الفتره من زملاء وغير الزملاء ومن كل الاقسام من الجنسين كل من يشاهدني يقول لي ( في واحد مات فوق)