منتديات رابطة ابناء الغابه
["رابطة أبناء الغاية"]

لبيك عثمان الشيخ - زينب  أم الحسن -22- حسن رعاية  الابناء  من  بر  الوالدين   786267883c

لبيك عثمان الشيخ - زينب  أم الحسن -22- حسن رعاية  الابناء  من  بر  الوالدين   C695995968

لبيك عثمان الشيخ - زينب  أم الحسن -22- حسن رعاية  الابناء  من  بر  الوالدين   6bc285e59f
منتديات رابطة ابناء الغابه
["رابطة أبناء الغاية"]

لبيك عثمان الشيخ - زينب  أم الحسن -22- حسن رعاية  الابناء  من  بر  الوالدين   786267883c

لبيك عثمان الشيخ - زينب  أم الحسن -22- حسن رعاية  الابناء  من  بر  الوالدين   C695995968

لبيك عثمان الشيخ - زينب  أم الحسن -22- حسن رعاية  الابناء  من  بر  الوالدين   6bc285e59f
منتديات رابطة ابناء الغابه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات رابطة ابناء الغابه

www.alghaba.yoo7.com
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 لبيك عثمان الشيخ - زينب أم الحسن -22- حسن رعاية الابناء من بر الوالدين

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
فيصل محمد خير محمد
عضو فعال
عضو فعال
فيصل محمد خير محمد


عدد الرسائل : 566
العمر : 67
الموقع : الخرطـوم
تاريخ التسجيل : 22/03/2012

لبيك عثمان الشيخ - زينب  أم الحسن -22- حسن رعاية  الابناء  من  بر  الوالدين   Empty
مُساهمةموضوع: لبيك عثمان الشيخ - زينب أم الحسن -22- حسن رعاية الابناء من بر الوالدين    لبيك عثمان الشيخ - زينب  أم الحسن -22- حسن رعاية  الابناء  من  بر  الوالدين   Emptyالأحد 1 يونيو 2014 - 6:54

بسم الله الرحمن الرحيم
زينب أم الحسن الفصل - 22 – (حُـسن رعاية الابناء من بر الوالدين )

أليس الحزن علي الخـُلصاء كتابا موقوتا ... وإلا فمتي يؤدي؟
رحلوا فمن يُجزي عليه...؟
الحزن يعتصر جسد وروح عتمان وكل شئ فيه وحوله بقسوة حتي الهواء والضوء يتأوهان وينزفان .!
حزنه المُضني علي إبن عمه وصديقه أمر خاص لن يصرفه عن القيام بالواجب فنصب علي مجاري الحزن سدودا توشك أن تنهار فتجرفه وتؤذيه ...
ظهر عمه كان مكشوفا قبل يومين واليوم مكشوفا ومكسورا ولن يجبره غير صبر يقذفه الله في صدر العبيد .
زينب .. الكل جزعا هلوعا عليها ..
والصبر لا يعني أن لا حـزن الصبر ثمار الجنه يطعمه الله في الدنيا قلوبا تقبلت كل أمره في رضا... و زينب شجرتها يانعه مثمره اصلها ثابت علي منبت كريم فرعها ظليل يسـُر العابرين ...
الحسن .. مُسجي بالداخل بعد أن أنهي العبيد والنور وعتمان غـُـسله وتكفينه وهم في شك منه مريب ..
عتمان يتدبر للعبيد كرسيا مريحا فجلسته اليوم طويلة مريره مجهولة العواقب وفي عناء جلس العبيد يتقبل العزاء .. لا الجسد لا الروح تقوي علي الوقوف وهنًَـًا علي وهن كمن إستيقظ فلم يجد الارض ولا ماعليها تحته وحيدا معلقا في الهواء .. أسقوطا الي اعلي تردي فيه ام صعودا قسريا الي اسفل يذب فيه ولايدري .... فكل الاتجاهات أُسقطت من الذاكرة ..
وفي صمت يقف عتمان بجوار عمه العبيد يخبره بإقتراب المعزين بأسـمائهم فيرفع رأسه ويديه يجهر بالدعاء لكنه كمن لايري ولايسمع فإعتقد الكثيرون أنه لم يراهم اولم يعرفهم فعزاه البعض أكثر من مره واحيانا يبادر ويرفع يديه من تلقاء نفسه يتقبل العزاء و لا احد أمامه فيبادر عتمان بمصافحتة وانهاء الحالة التي لاحظ انها تطول إن لم يصافحه احد..!
وجوار غرفة الحسن جلس رجل علي الرمال مستقبلا القبله يغطي وجهه ورأسه وكتفيه تماما بشاله الاصفر الطويل رغم انه يستغفر و يترحم بصوته الجهور إلا أن جسده يختلج وينتحب بحرقه فتوجه اليه عثــــمان قائـــــلا : ( طة..الفاتحه ) ... وأخذه حيث يجلس العبيد . و طه يجتهد ليقهر البكاء بالدعاء فيتسرب بعضه بين خيوط الشال الذي جمع اكبر قدر منه مضغوطا بين كفيه ووجهه .. والنور وعثمان يكرران الفاتحه الفاتحه ليقطعان علي الجميع ما يصرف الناس عن الدعاء ... والدعاء من حسن الوفاء .
كل من النور وعثمان والد الساره وطه المساعد بجوار العبيد ... والجيلي ود المبارك بالقرب منهم ... فعرف العبيد النور بصوته فبادره بالحديث :
- تعرف يالنور..! من فترة قلبي حاسس يومي قرب لكن تب ما اتخيلت موتي بالقسوة دي ....
روحي تفلت مني وتلفحني في وشي وأنا أعاين .. أكفن جسدي بيدي واجلس مع الناس اتقبل العزاء ..
الحسن حي .. الحسن مامات انا الميت يا النور .. أنا الميت يا جماعه ..
( يصمت قليلا ويمسح وجهه بشال وضعه علي كتفه عتمان ووضع علي رأسه طاقية والعبيد لا يدري بهما ولا يهتم ويواصل حديثه دون أن يرفع بصره للنور او لغيره ... وقد لا يدري أنهم بجواره ولا يدري أنه يتحدث بصوت عال !)
- انا عارفو بحبك قدر شنو يالنور .. لانك بتحبو كتير..
لمن كان محتاج لي كنت بعيد منو .. ولمن إحتجت ليهو شان اعوضو الفات ويرعاني واخوانه رحل خلاني ... كـُت بدور اعوضو لكن رحل خلاني حرمني الفرصه وحرمني عشم كبير في رعاية الكُبر ..
( اجهش بالبكاء من جديد ,,, فنهض عثمان رافعا الفاتحه بصوت عالي ويقول : الصبر والدعاء للحسن ...) ثم خاطب العبيد قائلا :
= نستغفر ونترحم افضل ليهو ولينا يالعبيد ...
الصبر عند الصدمة الاولي يالعبيد ... لا نقول إلا ما يرضي الله ويعين الحسن ... الصبر والدعاء يا ناس الصبر والدعاء ... الفاتحه فرفع الجميع اكفهم بالدعاء بينما غلبت الدموع بخريرها بعض الحضور فإحتضن بعضهم بعضا وأجهش بالبكاء .. وعثمان يحض الناس علي الصبر ,, يقف العبيد بعناء ويقول : - اللهم ارحمة واحسن اليه .. لكن سرعان ما يرتد جالسا ويواصل : - الحسن ولدي عاش راجل ومات راجل كت بدور اخت راسي فوق رجليه واتشهد ... الحسن البركة تمشي في وسطنا ... الحسن علمني إنو (حُـسن رعاية الجنيات من بر الوالدين ... !) نعم من بر الوالدين أن نورث البر لأبنائنا بحسن رعايتهم .. لا تأذوا أبنائكم لا تجبروهم علي العقوق بالقسوة والاهمال والاذلال ...! أكرمنا اباؤنا بأفضل فرص البر! أستغفر الله وأتوب اليه و الحمد لله رب العالمين ... (الكل صامتون ساهمون مأخذون بما حدث والعبيد ماذال يواصل الحديث ....)
- لمن نزل منك يالنور وقال ليك : ( تصبح علي خير جدي )انا سامع حديثكم و عرفت صوتك .... دخل الصالون قالي ابوي إت صاحي قلتلو أي قالي نوم أنا بصحيك للصلاة مرق نعلاتو ودسهن تحت السرير وفجأة انا بعاين فيهو جلس في السرير وقالي ابوي البطارية وين .. ولعتها ومديت ليهو .. قالي في شي قرصني ... قمت علي حيلي قالي ابوي دي عقرب وحسيت القرصة في قلبي ... كانت دايخة في مكانه كتلتها بي مركوبي وربطلو رجلو تحت للركبه وطلعنا الشفخانه لقينا اورحمد اداهو الحقنه وركب حمارتو وجا معانا والسارة واقفه قدام البيت اول ما شافت الحسن مسنود صرخت ( الحسن مالو .. ) قال ليها : ( يمه السارة .. أنا بردان غطيني ... يمه الساره اعفي مني ...)
السارة صرخت وسألت اورحمد ( الحسن مالو ياورحمد ..؟!)
- اديتو حقنة الت عقرب ... كدي سوي كباية شاي شـان البرد انشالله ربنا يحفظو وينجيهو ... أسرعت الساره ومسكتو من كتفو الشمال وانا من كتفو اليمين ورقدتو في السرير وغطتو بالبطانيه ودخلت المطبخ ولمن جابت الشاي الحسن بقول لينا قومو صلو الصبح وأدعو لي ... قمنا نصلي والسارة باركة في الواطه مُتفنه في التراب وموسد راسو بي يدها الشمال واليمين تمسح في دموعه مره ودموع الحسن مره ومرة تسقي فيهو الشاي ... أخر زاد الحسن من يد الساره ...!! وقت سلمنا قال ليها يمه الساره عليك الله خلي بالك من اخواني وابوي .. السارة صرخت : سجمي يالحسن مالك ..؟! الحسن إنت كويس ...؟! وحسيت الصرخه ما صرخة الساره .. صرخة أمو زينب ...! كانت حاضرة وكفها الشمال تحت راسو واليمين تمسد ليهو في صدرو وتعينو علي الرحيل المر ... جرينا عليهو اورحمد يمسد ليهو في صدرو وانا امسد في يديهو حاول يقوم .. ماقدر .. رجع تاني وســد راســـــو في كف الساره ... وقالي .. ( ابوي الحاج اعفا مني واتصبر وادعي لي إنت وأمي وجدي النور وخالاتي وصديقي عتمان وقول لي امي انا راجي صبرك ودعاك ... يمة الساره أعفي مني ... ابوي انت عافي مني ..؟!..) وكح كحه شديده ...
قلتلو ياولدي أنا وأمك وكل زول عاف وراضي عنك بسم الله ... يا اورحمد كلمو قول ليهو أنت بخير رفع الحسن يدو ومسكني من رقبتي وشداني لمن صبح راسي في صدرو .. وقال:- ( اشهد أن لا إله إلا الله محمدا رسول الله ...) السارة صرخت وجرت للحوش تبكي وأنا قعدت في الواطة جنبو اعاين في وشيهو وكأني أول مره اشوف الحسن .. ونقطة دم سالت من خشمو .. ومات .. مات العبيد يالنور مات العبيد يالنور ... مانزلت دمعه مني الميت ماببكي يالنور ... أور حمد يتشهد و يلملم ليهو يديهو ورجليهو وكسر عيونو ويتشهد ويترحم علي الحسن ... والساره تبكي وتردح في الحوش .. و عتمان والجيلي و عثمان كل الرجال بعد الصلاة دخلو علينا إلا الحسن رحل خلاني ....
----------------------------------


عددا كبيرا من الرجال يقفون حول العبيد وهو يحكي ولم يشأ احدهم مقاطعتة بالعزاء ... كان يعزي نفسه أكثر بلوم الذات جهرا وبسرد اللحظات الاخيرة للحسن .... فالجميع شاهدوه قبل ساعات في حفل الشموماب عندما إرتكز في صف البطان مع الشباب لكن ( صندل ) اندفع نحوه وحمله قسرا خارج الداره واجلسه جوار جده النور قائلا .. ياولد أنت مانصيح جيت ترعي ابوك العيان عايز ترقد انت ويرعاك ابوك ,,؟ حرم ماتقوم تاني .. يالنور امسك الولد وعقلوا يجينا في عرس العبيد السنه الجايه ... ثم استدار راجعا .. جلس مع جده النور حتي الرابعه صباحا تقريبا لكن الموت لا يراعي احتياجاتنا ولا يختار وفق معايرنا الخاصه. ... الموت يفضح و يكشف عورة الحياة وتفاهتها ليرتب لحياة ابديه بالعدل وألإنصاف المطلق ... فأسبقيه الإختيار القاسيه للموت من بيننا يحيلها الانسان المؤمن بالصبر لنعمة تجـُبُ كل ألم.. فالصبر كما قال الحسن البصري : (كنز من كنوز الجنه )
نهض النور قائلا ...+++++++++++
- العبيد الناس بتعزيك ..
الفاتحه .... الفاتحه ... الفاتحه ...
وصافحت كفه في دقائق المئات ...
عثمان يتقدم للعبيد ويهمس له :
- ياحاج ستر الميت واجب ... المقابر جاهزه ... لكنه لم يسمع شئ ...
فأمسك عتمان بيد الشيخ وهمس له نحن منتظرين زينب ... الملازم الصـادق التجاني قاعد بره قال الجماعه اتحركو من الدبه وربع ساعة حيكونو هنا ولازم زينب تشوف الحسن ..
= ربنا يصبر زينب اللهم الهم الجميع الصبر لا حول ولا قوة إلا بالله ...
تراجع عثمان وجلس ..
أنهار وسيول بشريه تصب في اتجاه بيت العبيد نساء رجال اطفال .. يبكون يثرثرون ( ماذا حدث ..؟ كيف حدث ..؟ لماذا حدث ثم يستدركون ويستغفرون ..... )
اغلب النساء يبكين مع الساره وفي نفوسهن شئ من لوم وإستنكار وغمز ... إلا الطاعم إحتضنتها بصدق فقد أحست صدق حزنها وندمها والســـاره في تلك اللحظه لا تقل عن زينب حزنا وألما وإن إختلفت الحنايا و السجايا والزكريات ... لله درك يالحسن لا أحد إلا وتقطعت أنياط قلبه عليك حزنا وكمدا حتي السارة التي لم تكن تتمني موتك بل لو لم تولد ابدا فكم حدثت نفسها ليت زينب كانت عقيما ...!
فالحزن عظيم علي فراق من بيننا و بينهم ود .. حزنا يقتل بعضنا كمدا ...
لكن حزننا علي من أضمرنا لهم بغضاء لا يستحقونها فندرك بعد فوات الآوان كم ظلمنا واهدرنا من فرص للخير منها ما لا يعوض ولايستدرك ذلك اعظم ألمًا وأنكأ للقلوب والنفوس ....
فؤلئك موعودون علي سرر متقابلين فأي عزاء للقلوب القـُـفل إن لم يقذف الله فيها نورا ...
لله درك يالحســن ... رحلت عن الغابه فجرا وعن الدنيا فجرا ....
- قلوبنا بين اصابع الرحمن يصرفهن كيف يشاء - فمنذ اللحظة التي ناداها يمة الســاره قذف الله في قلبها شيئا .. فخرجت تحمل ما احضره لها وتضمه الي صدرها بحنان وتبتسم فخذلت مخاوف العبيد برفق بينما خزلها الموت بقسوة .. فقد اسرعت في همه ونشاط لتنفذ طلب الحسن وامر العبيد بتجهيز التيمان لمرافقة الحسن كطلبة ..
فالرضا والحب يكسبان الجسد والروح طاقه وفوحا طيبا ..
والغضب والكره يسلبنا الروح و الجسد كل طيب وينفثان فيهما كل خبيث ...! فتنطلق الساره للداخل تحدث نفسها :
- زي ما قال أبوي يكون لي جنا وللتيمان أخو كبير ... أيي والله الحسن فعلا يحب التيمان ... فجعلت تحدثهم عن اخيهم الحسن و الحسن والحسن ... فسألها احدهم ( يمه تخلينا نمشي معاهو مصر؟؟) فضمتهم اليها الي صدر جديد وقلب جديد وأكف لم تألفها من قبل.! و بينهم روح الحسن وهي بضع من زينب ,! حسونه تهمس للطاعم بضرورة التحوط وحماية زينب من هذه الكتل البشريه من النساء فسوف يعيقنها من الوصول الي رفاة الحسن لتعفو عنه وتترحم عليه . فالنظره الاخيره عزاء طيب ويقين يثبت القلوب . فنادت عتمان واخبرته بضرورة ادخال زينب بالباب الجنوبي حيث تمر اولا علي غرفة الحسن ومباشرة الي المضيفه حيث يسجي الحسن وقبل أن يندفعن نحوها .. فزينب رغم الفرح خرجت من الغابه والدموع تنسكب حزنا علي فراقها بغزارة واليوم تعود ودموعها ودموعهم تنسكب بغزارة اكثر علي فراق الحسن ...
و كأن قائد فرقه موسيقيه ضخمه اشار للفرقـه المتأهبه فجأة بعصاته فانطلقت صرخه من مئات الحناجر في وقت واحد عندما علمن أن زينب تجلس بجوار الحسن... صرخة أجفلت الكثير من القماري والشياه وانتبه في إستحياء من كانوا يخوضون في امورهم الخاصة بعيدا عن روح العزاء ... وعوض النور يعزي العبيد والدموع تملأ عينيه والشول في حالة زهول وتصلب لا تقوي علي الحركة فحملها خوجلي والطاعم الي الداخل والنساء يصرخن والدار تغلي بالمشاعر والشمس والغبار وماضي يتوارى في حياء .. وزينب في سكون طيب تغسله الدموع العزيزة وبجوارها حسونه و النور يكشف لها وجه الحسن ... لحظات رهيبه قسوتها تهد الجبال... ليس كحزنها حزن وتضع يدها علي رأسه وتقبل جبينه فيضمخ وجهه عطرا يسيل من عينيها .. ثم تجلس بجواره تقرأ ماتيسر وحسونه خلفها ويديها علي كتفي زينب .. دخل عتمان ورأي وجه الحسن وكف زينب علي جبينه فرغم أنه شارك في تكفينه لم يتمكن من مواصلة السير فأجهش بالبكاء وإنهارت كل السدود فجأه منجرفا نحو الحائط بشده فشج رأسه وسالت الدماء علي وجهه فخرج يجاهد حتي لا يجرف الحزن ماتبقي من الوعي فيغرق ..... فتقدم اليه النور يستغفر ويترحم وفحص الجرح وضغط عليه بطرف الشال ... ثم قال لعتمان : ( خليك مع عمك العبيد ودخل الشباب شان يشيلو العنقريب وقول ليهم خلاص يتحركوا. ) وتقدم النور ورفع يد زينب بهدوء فتشبثت بها وقبلتها وكأنها تعزيه فهي تدرك مقدار ما يكنه ابوها للحسن فأحاط رأسها بيده الاخري وأشار الي اخته حسونه لتقترب أكثر ثم إستدار الي الجثمان واعاد غطاء الوجه وربط الكفن كما يجب .. دبت حركة عنيفه وإرتفعت اصوات النساء وخرجن الي الشارع من الناحية الجنوبيه وتهيأ الرجال للتحرك وصعد كل من النور والعبيد وعثمان في سيارة الصادق التجاني وبجواره عوض النور ,,, ومازالت زينب كأنها تضع يدها لي رأس الحسن تقرأ ودموع عزيزه لا يرافقها ما يغضب الرحمن تصب في حجرها وعندما رفع الشباب العنقريب وخرجوا به الي حيث بكسي السليك يقف امام الباب لم تخرج زينب ولا حسونه من المضيفه وجلستا علي سجاده علي الارض ووضعت زينب رأسها في حجر حسونه تسمع صراخ النساء الذي يختلط بصوت السيارات وحوافر الحمير المحتشده ... وإنطلقت طلائع الرحيل المر سالكا الشارع العريض حيث اصطف علي جانبيه من بقوا بالمنازل الصغار من اولاد فقير عدلان والعجيلاب والبليبلاب والاورهمنجي واولاد النصري حلة السيد حتي القرز الاطفال والنساء يبكون ... بينما يتولى طة المساعد ترديد ( لا إلاه إلا الله ... لا إلاه إلا الله محمد يا رسول الله ) وخلفه الشباب بقوة تسكت كل صراخ وتجبرهم علي سلوك ذات النهج ...
بعد أن إختفت مؤخرة المشيعين خلف الكثير من الغبار والدموع والمنحنى تدافعت النساء امام المضيفه لعزاء زينب . رغم الكثير من الصراخ والعويل الذي يتعارك مع بعضه خارج المضيفه فسريعا ما يهدأ ويموت في الحناجر عندما يشاهدن زينب ترفع قبضة يدها اليمني وسبابتها تشير الي أعلي وصوتها يعلو وهي تردد ( الحمد لله الحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله ) ...
وحسونه جالسه بجوار زينب تتقبل العزاء وتعي بالحضور اكثر من زينب ولكنها ايضا تفضل الدعاء علي الصراخ والعويل ...
وعندما عاد الرجال من القرز كانت نصف النساء يتحلقن حول المضيفه التي دخلتها زينب بعد سبعة عشر عاما عندما غادرت هذه الدار برفقة العبيد صباح ذاك اليوم متجهة الي دار ابيها وكان الفقد الاول لفلزة كبدها فقط لأنها أنبل مما ينبغي ... ورغم أن الفقد الثاني امر وأقسي إلا أن حسن العزاء أنه بين يدي رؤوف رحيم.. زينب تردد بصوت خفيض Sad اللهم أنا اعلم الناس بالحسن وأنت أعلم بالحسن من الحسن فعامله بما أنت اهل له من الحسني واحسن اليه وألحقني به برفقة نبيك وعبادك الصالحين ...) دخلت عليها سلمي عوض النور وجلست علي ركبتيها ممسكة بيدي زينب ووضعت رأسها علي حجر زينب فخلصت زينب يدها اليمني برفق ودست اصابعها في شعر سلمي تحركهم كمن يبحث عن شئ لا يدري كنهه .. وغير حريص للعثور عليه ..!
وفي تلك الاثناء كان الطبيب يفحص حالة السارة التي انزعجت لها فقط والدتها بينما تسخر منها العديد من النساء بعضهن بكلمات خفيضه وبعضهن بنظرات اعلي صوتا من الكلمات وبعضهن بالانصراف وعدم الحرص علي عزاء الساره حيث يعتقدن بانهن اولي بالعزاء والمواساه من الساره .... والطبيب يهمس لام الساره بأنها حالة مؤقته بسبب صدمه نفسيه عنيفه وسوف تزول بمرور وقت قصير فقط تحتاج الان للراحة والنوم وسوف يحقنها بمحلول وريدي تعويضي ويحتوى علي مهدئ للاعصاب ... فبينما لم تتوقف دموع تنساب ببطء علي خدها إلا أن سقيها عجزتا عن الحركة وحمل الجسد .. فكلما همت بالنهوض والخروج حيث تجلس زينب عجزت وارتدت الي الارض بقوة ... رغم اصرارها علي أن تكون أول المستقبلين لزينب عند بلوغها الدار إلا أن عدم قدرتها علي الحركة أفقدتها تلك الفرصه فحاولت الزحف مستندة علي يديها إلا أن والدتها انتهرتها ثم جلست علي الحصير بجوارها وهي تخشي ماتخشاه ( شماتة النساء ...)
أشارت الساره بيدها علي الطاعم العائده من عزاء زينب بالمضيفه ومازالت عيناها تزرفان السخين .... وهمست لها ترجوها أن تبلغ زينب بعجزها وترجوها الحضور حيث تجلس ...
تحضر زينب وتجلس بجوار الساره تتعانقان وينفجر المكان من جديد بالبكاء والتيمان يهرعان هلعا لجدتهما فتجلسهما علي جوارها وتراقب الحشود بعينين صحراويتين قاحلتين إلا من حراز ..!
تدخل الممرضه تحمل المحلول الوريدي وتعلقه علي شباك الغرفه وتحقنه بالمهدئ ثم تطلب من الساره أن تستلقي علي ظهرها وتفرد يدها لتحقنها فتسرع الطاعم واخوات الساره ويفردن ساقي الساره ويصلحن من حالها ولكن زينب ترفض أن تنهض وتضع رأس الساره في حجرها ممسكة بيدها الاخري واسندت ظهرها ورأسها للحائط وصورة المكان حولها تختفي لعجز الضوء عن إختراق مايتجدد متراكما تحت الجفون ,,, وعاد المشيعون .. ليس بينهم العبيد و النور وعتمان والحسن .!
والغابه تضم الحسن ولا تراه وزينب تري الحسن ولا تضمه ..!!

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الصادق ابو حسن
المدير العام
المدير العام
الصادق ابو حسن


عدد الرسائل : 2879
العمر : 58
تاريخ التسجيل : 31/08/2008

لبيك عثمان الشيخ - زينب  أم الحسن -22- حسن رعاية  الابناء  من  بر  الوالدين   Empty
مُساهمةموضوع: رد: لبيك عثمان الشيخ - زينب أم الحسن -22- حسن رعاية الابناء من بر الوالدين    لبيك عثمان الشيخ - زينب  أم الحسن -22- حسن رعاية  الابناء  من  بر  الوالدين   Emptyالأحد 1 يونيو 2014 - 16:20

الموت ما فيه شماتة
فهو حد فاصل بين الدنيا والآخرة
وبين الحقيقة والزيف
وهنا يسيطر صدق المشاعر
ولا مكان لإبليس بعد أن خربها وجلس على تلها ويضحك من بني آدم مزهوا بنصره
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alghaba.yoo7.com
عثمان الشيخ الاسيد
عضو فعال
عضو فعال
عثمان الشيخ الاسيد


عدد الرسائل : 580
تاريخ التسجيل : 15/04/2011

لبيك عثمان الشيخ - زينب  أم الحسن -22- حسن رعاية  الابناء  من  بر  الوالدين   Empty
مُساهمةموضوع: رد: لبيك عثمان الشيخ - زينب أم الحسن -22- حسن رعاية الابناء من بر الوالدين    لبيك عثمان الشيخ - زينب  أم الحسن -22- حسن رعاية  الابناء  من  بر  الوالدين   Emptyالثلاثاء 3 يونيو 2014 - 21:53

:
قرأت هذا الفصل ثلاثة مرات ...والشاي برد مرتين .. و كل مره  تاتي (علا)بشاي جديد
ثم علقت هي (علا) ... مييته وخراب شاي

" لعن الله العقرب ما تدع مصليا ولا غيره أو نبيا وغيره "
..صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
لبيك عثمان الشيخ - زينب أم الحسن -22- حسن رعاية الابناء من بر الوالدين
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات رابطة ابناء الغابه  :: المـنتديـات الـعـامـــــــــــه :: المـنبر الـعـــــــــــام-
انتقل الى: