[color=#9933cc]
مقدم ( مقدمة ابن خير ) .!!
رغم الامكانات الخرافية و الغير محدودة المتاحة في الحرف للتعبير عن حاجات الانسان ..
ورغم شغف البحث والتنقيب عنها احس أن صيغا للتعبير مازالت طي المجهول
والغيب و أن الانسان عاجز عن الوصول اليها للتعبير عن كثير من المواقف فيلجأ
لصيغ تعويضيه غاية في البشاعه والضرر كالانتحار والقتل والتدمير ..
أبحث مابعد صيغ المبالغة لأصف لكم مستوى شعوري بالاحباط والدهشة عندما
أرى نسخة مني تنسل نهارا جهارا والناس يشهدون .. فنتقاتل تصفعني تركلني
تشتمني تبصق في وجهي تطلق الموت علي وتنصرف ...
أبحث عن صيغ للتعبير عن دهشتي عندما يصرخ المجتمع :
أن الأعداء سرقوا قتلوا هتكوا الزيتون والنخيل ثم ( عادوا للمراكب سالمين )!!
عندما يخلط مجتمع كامل بين مظاهر سلوك العدو والاحبة والاهل ..
عندما نستنكر أن العدو يستخدم ضدنا اسلحة فتاكة ..!
هل كان يفترض أن يغزونا بالشعراء المغنيين الراقصات وسحب البخور والعطور !!
عندما يصنف علماء الكلام الصيغ الاخباريه انها بعيدة و خاليه من الصور الجماليه
والابداع هل انها مترعة بالقبح والتحيز وإنتهاك العقل والمنطق ..
كيف نستنكر توغل العدو من الجهة الغربية وجرف الزيتون والليمون و القتلى أربعة
وعدد الاسرى مجهول ..!!!
أهذا خبر أم توغل الطابور الخامس الأخطر لهتك القدرات والترويج لعجز الأنا
وتفوق الاعداء !؟.
هل كان بيننا والعدو عهد ووعد وتمني ... فنقض العهد واخلف الوعد .!!!
أم بين الاعداء خائن سرق الهدايا في الطريق ودس في ايديهم ســلاحا ونزع
منا السلاح !!!
دع كل ذلك وتعال نتحدث عن حصار فرض علينا ..!
هل كنا خلف الحصون أمة على قلب رجل واحد ..!
المنصف يري ويدرك من يحاصر من ؟؟ّ
نحن مجتمع نحاصر بعضنا بعضا ونتهم الغريب البرئ !؟
نحن مجتمع نسرق قوت الارامل العاجزين المرضى نقهر الصبيان ...و
ثم نستجدي الغوث ونتاجر بحالهم التي صنعناها نحن بايدينا بانانيتنا بجهلنا ...
نستجدي الاعداء لغوث اهلنا الذين سرقنا نصيبهم من الحياة وكدسناه واكتنزناه
بعيدا عن أفواههم وايديهم فحيدنا قوتنا وأهدينا العدو ضعفنا ونصرا لن يحلم
به لولا حصارنا لبعضنا بعضا ..
نحاصر أنفسنا عندما نفكر أن ارضي البور خير لي من بستان اخي وحدائقه !
نحاصر أنفسنا عندما أنزع بسلطاني لحظيرتي نعجة أخي التي تطعم صغاره ليجف
حليبها بالضرع فقط لأفاخر أني أكثر منه مالا وأعز نفرا ..
عدوي ليس بالضرورة فقط يهودي أو أنسان خالي من الرحمن مترع بالشيطان.؟
عدوي كل فرص للخير والجمال مهدره بسبب أنانيتي وجهلي وعجزاليقين و الايمان.
عدوي ضنك حياة الاخوان والجيران على الطرقات وأنا متخما طربان أتملى
ما أكتنزت بالوزر وعون الشيطان من عرقهم خلف الجدران ..
عدوى المرض والوباء يجتاح الاخرين وانا بصحتي مكتفي غافل و افاخر
عدوي الجهل يعمي ابصار الأخرين وانا في علمي اكثر جهلا وعمى من الجهلاء
عدوي الحقد والبغضاء في قلوب الاخرين وانا مخدوع وغافل
عدوي الأول أنا .. أنا الشعب !
أنا الخائن المتربص لزوال ما بي من عز ونعيم !
لا يهزم القائد قائدا بل الشعب يهزم وينهزم !!.
[/