? الطريق إليه كانت وعرة وشاقة، بدأت المعاناة بعد مدينة الفاو بقليل.. حيث قطعنا مسافة لم تزد عن المائة كلم في أربع ساعات ونيف.. بعربة لاندكروزر.. رداءة الطريق لا تخطئها العين..!!
- خميس عبد الله ابراهيم ..يقول أن عمره «146» عاماً.. واكدت لجنة طبية بمستشفى القضارف.. أن عمره «140 » سنة اكملها في العام 2008 . «الرأي العام» بصحبة برنامج (حكايات سودانية) سجلت له زيارة في قريته بريفي محلية الحواتة..
? يعتقد خميس عبد الله.. قناعة لاتشوبها ردة أنه ولد بقرية كجا الحرازة بدار مساليت بالقرب من مدينة الجنينة.. وأنه زار الامام محمد احمد المهدي في كردفان بعد فتحه مدينة الابيض مع وفد من دار مساليت.. لتهنئته بانتصاره على الاتراك.. وفتح الأبيض ويتذكر أنهم جاءوا بالخيل في 12يوماً ويبلغ من العمر يومذاك «18 » سنة.
? يقول خميس قابلت الامام محمد احمد المهدي.. وسلمت عليهو في يدو ومعانا جماعة كبار من دار مساليت.. الآن كلهم إنتهوا.. وفي الابيض نزلونا في المنزلة.. وضيوفنا وقابلنا الخليفة عبد الله وشيخ الجماة أرنوق أسمه عبد الله النور.
? حاولت إختبار ذاكرته (بعد قابلت عبد الرحمن المهدي في الابيض حصل شنو؟!!
- قلت ليك.. الامام المهدي الكبير ابو عبد الرحمن والصديق!! عبد الرحمن المهدي دي ماجنا المهدي قال لينا.. أنا عافي منكم.. وربنا يقدركم وتبقوا على الثبات أنتو أرجعوا.. داركم.. وأنا آها مقبل على أم درمان.
? بدأ خميس ومسترسلاً.. وهو يحكي عن ذكرياته في دار مساليت.. وأهم سلاطينهم ومن منهم نديده قال (أبكر اندروكا - اكبر مننا وسلطان دار مساليت كان تاج الدين.. نحن ما بنلعب مع أولاد السلاطين.. هم يلعبوا براهم في ديوان أبوهم.. ونحن المساكين لعبنا برانا.. وهم بقروا في المدرسة.. ونحن بنقرأ التقابة).
? جاء للجزيرة أبا.. وقضى فيها ثلاث سنوات.. وكان يومذاك أبناء الامام المهدي صغاراً يدرسون في المدرسة.. (أحياناً يقول الجامع) (أنا قعدت في الجزيرة أبا ثلاثة خريف وكان عبد الرحمن والصديق والهادي أولاد صغار..!
- حاول خميس أن يتذكر صورة ذهنية للامام محمد احمد المهدي بعد اكثر من مائة عام.. ونحت ذاكرته وقال (لم يكن قصيراً ولا طويلاً.. دقنو صغيرة.. كلامه شوية ما كتير..!!!
? عمل خميس عاملاً في السكة الحديد حيث أسهم في انشاء ردميات السكة الحديد.. وبدأ عمله في محطة السكة الحديد بالحصاحيصا.. لم تكن مدينة تذكر يومذاك واشتغل في ود الحداد.. وودمدني السني.. ولم تكن كمدينة موجودة يومذاك.. ويتذكر أن بركات لم تكن في حيز الوجود وترعة مشروع الجزيرة كانت ما في والبوابير يا دوب شغالات في المشروع.
ويتذكر عمله في خزان مكوار «سنار» وقال إن العمل بدأ بالعلب ولا ينسى واقعة وفاة خاله «خالي وقع في علب الكوبري وحاولنا إستخراجه وقال لينا الخواجة إذا ما بطلع حي كبوا الاسمنت فيه.. وشهد وضع الحديد لكوبري خزان مكوار «سنار»..
? يروي خميس تجربته في الحبشة حيث قضى بها اكثر من (27) عاماً تزوج فيها بأمراة حبشية ورزق منها بثلاثة أطفال «ولدين وبنت» ويعتقد أن حياته في الحبشة كانت مفيدة جداً.. وبعد قيام الحرب العالمية الثانية وإستعمار ايطاليا للحبشة.. لم ير من يومها أبناءه وزوجته وذهب للمشاركة في الحرب في موقعه كرن وأصيب في بطنه وأجريت له عملية جراحية مازالت آثارها بادية على جسده..
? بعد الحرب العالمية الثانية إستقر خميس عبد الله بمنطقة تقع غرب الحواتة على نهر الرهد.. كانت مشهورة بشجر اسمه الكوك ويعتبر اول من استقر بتلك المنطقة.. وأخذت اسمها من شجر الكوك.
? عرف خميس بالصدق والامانة.
? تزوج خميس بتسعة عشر امرأة «81» إمرأة سودانية وأول امرأة تزوج بها كانت اثيوبية، ما زال يحن اليها بعد أن فرقتهم الحرب ويرى أن المرأة الحبشية زوجة بيت (المرأة الحبشية تاكلني في خشمي ، وكلامها سمح وما بترفع صوتها.. وما بتفوت إلا تقول ليها أمشي، اما السودانية «سكت» الحمد لله..!!!
? لا ينصح خميس بالزواج بالمرأة الشغالة في السوق. دايرة امرأة عرس امرأة تشتغل في الحواشة،والمرأة الما بتسمع الكلام.. تخليها طوالي.. وكل ما تمشي تأخذ امرأة غيرها..!!!
? يتحسر خميس على أيام زمان في دار مساليت قائلاً: «زمان النفوس صافية، والجيران نضاف والاكل في حتة واحدة. نأكل مع كسرة دامرقا» النقارة تضرب والنسوان ينططن ويرقصن والله «51» يوم ما تشوف بيت أمك.. يا سلاااام زمن..!!! بلدنا زينة.. الشجر ما فيهو حاجة ما بتاكلها..
? المنقة .. البرتكان..
- قلت له زمان كانت الجماعة؟! قال والله ده زمن صعب نعرف نسوانا ماعندهم قطن، والله لبسن الفروة غطن بيها جسمن.. واكلنا صفق الشجر.. من شدة الجوع..
? قلت له زمنا ده كيف؟!! قال «زمنكم كعب.. حكومة كان إنقلب ما تاييدو.. وتجو تقلبو من فوق..!!!
نحن أيدنا عبد الحميد صالح مرشح حزب أمة بس.. عشان أنا انصاري للامام المهدي.
? آخر مرة زار فيها خميس عبد الله القضارف في عهد الرئيس عبود.. ويحكي عن ذكرياته فيها قبل ذلك «القضارف دي ما في.. كانت بس أم شجرة وديم بكر وتذكر وكان أمامه الفنانة عائشة الفلاتية في القضارف..!
? بدأ خميس مندهشاً وهو يتجول في منزل الاستاذ علي البدوي بالقضارف.. وهو يستفسر عن طريقة البناء وبناء السلالم وبلغ به الإعجاب «والله يا جماعة أنا دخلت الجنة قبال أموت».
? خميس عبد الله الذي يعمل خفيراً في مزرعة عز الدين عبد الرحمن المحامي، أقرت بعمره «140 » عاماً لجنة طبية مكونة من مدير القمسيون الطبي واختصاصي للجراحة والعظام واختصاصي للطب الشرعي .. ورغم ذلك احتج خميس لأختصاصي الطب الشرعي د. بابكر قائلاً: «دكتور ما تظلمني أديني حقي.. أنا عمر «146» سنة..!!!!
ياجماعة القصة دي انا لقيتها في جريدة الراي العام السودانية وأستوقفتني فيها عدة نقاط من كلام عمنا خميس وياريت لو نشوف رأي الشباب فيما طرحة عمنا خميس ونعمل مقارنة بين الاجيال التي عاشت خلال هذه الحقبة الي عهدنا هذا
سامي الجلاد....................... جده