الأخ/ الصادق,
تحياتي,,
لقد إنطلقت شرارة ثورة إكتوبر من عام 1964م, بسبب مقتل الطالب أحمد القرشي. و هو من أبناء قرية القراصة في ولاية الجزيرة, و كان يدرس في السنة الأولي بكلية العلوم/ جامعة الخرطوم. في ذات مساء من إكتوبر في ذلك العام, عقد طلاب الجامعة ندوة لمناقشة مشكلة الجنوب, و لكن تدخل البوليس لفض الندوة, و أطلق النار, فأصيب القرشي في رأسه و مات. ثم تتابعت الأحداث و أعلن العصيان المدني و خرج الناس في ثورة يعلنون رفضهم للحكم العسكري الذي كان برئاسة الفريق/ إبراهيم عبود, حتي تنازل العسكر عن السلطة في 21 إكتوبر 1964م.
و في اليوم التالي و في سياق هذه الأحداث و فورانها, حاول البوليس تفريق المتظاهرين, الذين خرجوا في وسط الخرطوم ثائرين, فكان أن أطلق النار وإستشهد عدد من المواطنين, من بينهم إبن الغابة الشهيد محمد عبدالعزيز أحمد. و سميت الساحة التي تقع جنوب القصر الجمهوري, بساحة الشهداء لأن هؤلاء الشهداء قتلوا فيها.
القرشي, هو أول من إستشهد في إكتوبر, و من ثم صار رمزاً لهذه الثورة, و سميت به الحديقة التي تقع في الخرطوم تلاتة, و دخل التاريخ من أوسع ابوابه. لقد كانت ثورة ضد البغي و الإستبداد. و كانت حدثاً في تاريخ السودان.