شكراً للآبناء الأعزاء علي هذه المعلومات القيمة. و هكذا يكون التواصل بين الأجيال.
حاج أحمد إبراهيم و الشهير بحاج أحمد, علم آخر من أعلام مدينة الغابة, بل هو من أهم الشخصيات في تاريخ هذه المنطقة. كان يتمتع بقوة الشخصية و رجاحة العقل. ورد في سيرته أنه لم يتناول مسكراً و لا دخاناً في حياته. بفضل هذه الصفات الحميدة, تم إختياره عمدة لمنطقة الغابة في أواخر الستينات الماضية, خلفاً للعمدة سعيد أحمد سعيد, الذي توفي في عام 1965م, و لكن تم إلغاء نظام العمودية في بداية عهد مايو, الذي ألغي نظام الإدارة الأهلية بقرار غير موفق حينها.
شارك حاج أحمد في قيادة العمل العام في المنطقة و أبلي بلاءً حسناً في هذا المجال. و كان يشارك برأيه في الشأن العام و الأسري حتي بعد أن أقعده المرض و إلي موته المفاجئ.
كان حاج أحمد صديقاً لوالدي يرحمه الله, و دامت صداقتهما لأكثر من أربعين عام حتي وفاة والدي في عام 1988م. جمع بينهما العمل الزراعي و العمل العام , كما جمع بينهما النسب, ذلك أن شقيقته المرحومة آمنة إبراهيم , هي زوجة عمي موسي إدريس موسي.
حاج أحمد من أوائل أهل الغابة الذين توفقوا في زيارة الأراضي المقدسة و أداء فريضة الحج. كان ذلك في أواخر الأربعينات الماضية, ووقتها كان السفر شاقاً. و بسبب سفره المبكر هذا إلي هناك و أدائه للفريضة, أطلق عليه لقب حاج أحمد و صار مشهوراً به.
حاج أحمد من الذين شاركوا في ثورة المزارعين في عام 1952م, و تم إعتقاله ضمن أربعين ثائراً, حيث أرسلوا إلي الدامر. أفرج عنه ضمن عشرة آخرين, بينما تم إدانة ثلاثون مزارعاً, وحوكموا بالسجن لمدد مختلفة. و جدير بالذكر أن من بين هؤلاء الثلاثين , ثلاثة لا زالوا علي قيد الحياة, و هم العم/ ميرغني عبدالرحيم سلمان, ومحمد عبدالرحيم محمد علي, و كنت قد حصلت منه علي معلومات توثيقية عن هذه الثورة منذ سنين, ثم ثالثهم و هو محمد الأمين حامد إسماعيل. أسأل الله أن يمد في أعمارهم و يمتعهم بالعافية, و أن يرحم من توفي منهم.
توفي حاج أحمد في أكتوبر من عام 2007 م و دفن في مقابر الكلاكلة. يرحمه الله.
رشيد خالد / الرياض