الشهيد فتح الرحمن احمد نقدالله

ولد الشهيد فتح الرحمن احمد نقدالله فى العام 1974م فى قرية أبو عكاز ،والده المرحوم أحمد نقدالله محمد (هانتود) ووالدته المرحومة زينب سيد ابراهيم(الستناب) ،رحلت اسرة الشهيد فتح الرحمن إلى الخرطوم فى أول سبعينات القرن الماضى وإستقرت الأسرة بالخرطوم بحرى المزاد ،نشأ الشهيد فتح الرحمن فى حي المزاد وقضى طفولته الباكرة ودرس سنواته الأولى هناك.
عقب وفاة والده المرحوم احمد نقدالله ووالدته المرحومة زينب سيد ابراهيم فى العام 1983م أُخذ الشهيد وأخوته بواسطة العائلة لينشأوا فى الغابة ما بين ابو عكاز وحلة ود ستنا .
الشهيد فتح الرحمن هو الثالث فى ترتيبه بعد إخوته عاطفة (زوجة محمد الشيخ (ود نقد)) ،مجدى (موظف بجامعة النيلين )، أشرف (عضو الموقع ومغترب بالامارات) وآخر العنقود محمد أحمد نقدالله وهو شاعر معروف له مشاركات واسعة وديوان شعر مطبوع من خلال جمعية الأشواق الثقافية.
نشأ الشهيد فتح الرحمن وتربى يتيما ً مع إخوته تحت أشجار النخيل وفى كنف أهله حتى غدا شاباً يضج بالحيوية والنشاط.
تميز الشهيد فتح الرحمن ـ مع انه كان صغير السن ـ بحسه الإجتماعى الرفيع وعلاقاته الواسعة مع الاهل والمعارف والاصدقاء ، كان ودودا الى آخر مدى تجده فى كل محفل ومناسبة ومواجبة تخص الأهل البلد فى الخرطوم.
كان الشهيد فتحى مداوماً على الصلاة باراً بأهله غيوراً شجاعاً ، زارنى فى مكتبى فى أكتوبر 1994م واخبرنى بأنه إلتحق بمتحرك لواء التمكين المتوجه إلى جنوب السودان صوناً لوحدة السودان وتحقيقاً لأمانيَ أهله فى العيش بسلام. ومن يذكر تلك الايام كيف كان السودان مرجلاً يغلى بحرب شعواء إمتدت من مدينة ياى فى اقصى الحدود مع يوغندا الى آخر نقطة فى الحدود الشرقية مع ارتريا فى مدينة قرورة.
فى تلك الايام حامية الوطيس التحق شهيدنا الذى تربى يتيماً بقوات الدفاع الشعبى ـ لواء التمكين وبعد وصولهم لمناطق العمليات بخمسة وعشرون يوماً نعاه لنا الناعى شهيداً فى خور لاميرو على مقربة من مدينة كبويتا بولاية شرق الإستوائية وعمره لم يتجاوز العشرون عاماً .
وما يجدر ذكره هو أن هناك ثلاثة شهداء من عائلة الإيدية فى الغابة (أبناء خالات)وهم الشهداء محمد عبدالعزيز سعيد (شقيق عضو الموقع طارق عبدالعزيز وسُمى بإسمه شارع بمدينة الثورة بأمدرمان تخليدا وتكريماً له ولأسرته)،ناجى محمد أحمد (سلنارتى الباجا كان يعمل موظف ببنك فيصل الاسلامى بالخرطوم) وشهيدنا فتح الرحمن احمد نقدالله وهم على التوالى أحفاد الشقيقات المرحومات رقية ، فاطمة ونفرين حسين عمر يدى.
نسأل الله لهم جميعاً الرحمة والقبول وأن يكونوا فى حواصل طير خضرٍ عند مليكٍ مقتدر فى جنة عرضها السموات والارض أُعدت للمتقين وأن يجعلنا من شفعائهم يوم لا شفاعة إلا شفاعة نبي الهدى والرشاد محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وشفاعة الشهداء .
وفى هذه السانحة نترحم على كل الشهداء من ابناء الغابة محمد عبدالعزيز احمد ،التاج إحيمر ،الفاتح عبد الله سليمان ،عبدالله محمد إدريس ومحمد حسن محمد طه(الباجا ـ الكلاكلة الوحدة) وإذا نسيت أحدهم ارجو ممن يعلق ان يضيف اسمائهم ونسأل الله العلى القدير القبول لشهداءنا الكرام البررة .
أضيف إلى قائمة الشهداء البررة الشهيدين محمد حسين نقدالله وقد كنت حاضراً مراسم العزاء والشهيد عمر الخير محمد ونسأل الله لهم القبول والشكر للصديق الصادق أبو للإضافة .
،،، ومن الخرطوم سلام،،،
،،،وتقبلـــــــــوا تحياتــــــــــى،،،

يقول الله تعالى( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبدتلا)

الأخ والأستاذ/أحمد سعيد لك التحية وأنت تعود بزكرياتى الى ذلك الزمن الجميل الذى تشرفت فيه بصحبة الأخ الشهيد فتح الرحمن (فتحى)كما كنا ننادية والله من نِعَم ربى علىَ أن أكون زميل دراسة له وأن أُحظى بجواره فى الفصل . آآآآآآآآآه يادنيا ماذا أقول غير أنه كان ملاك يمشى بين الناس والله كان نعم الصديق ونعم الأخ لِما يتمتع به من أخلاق فاضلةوالله كم كان كريماً على القليل قبل الكثير (أبسط شىء اذا إشترى كيس تسالى لا يأكل منه حبه واحدة إلا وأنا بصحبته وكنت أداعبه بالقول يا فتحى يأخى ده تسالى اخد راحتك ..فيقول لى الزول إكان بخل بالقليل بيبخل بالكثير ونفسى لا تسمح بذلك ) وكان رحيماً وحنياً ومتواضعاً ودائماً تجده هاشاً باشاً رغم ما يحمل من مرارة اليتم والله حقيقةً طيلة زمالتى له كنا لانفترق أبداً فى داخل الفصل دائماًهو كان يحرص نكون جوار بعض بل كان فى بداية العام الدراسى يأتى ومعه (جنزير) (وطبلة) ويختار 2 دُرج و2 كرسى ويحكم عليهم الإغلاق حرصاً منه الا نفترق وحين آتى يقول لى انت تختار فى الأول الكرسى والدرج اليعجبك . بالله بربكم أى زمن هذا وأى اخلاقٍ هذه غير أنه كان يمتثلها وإنت تحس بأنها كانت فطريه فى داخله وتملاء كل جوانحه من غير تكلف ولا رياء ولاسمعة.ولا منٍ ولا اذى.
ايضاًمن صفاته أنه كان هادىء الطباع لا يتكلم كثيراً إلا فيما يعنيه.وكان عفيفاً. واذكر له مره فى فسحة الفطور كنت أصر عليه بأن يذهب معى بحكم قرب المنزل من المدرسة فى بداية الأمر كان يعتزر لى بطيب خاطر وفى مرة أصريت علية بأن يذهب معى وإلا سوف لا أتحدث معه بتاتاً هكذا قلتها على سبيل المزح وأتى التعبير منه فى تلك الدمعة التى سالت على خده وهو يقول إن شاءالله ما يفرقنا إلا الموت وذهب معى ومن حينها لم يرد لى دعوة وحياته كانت مليئة بالمواقف الطيبه وها هو الذى يختاره الله شهيداً فى سبيل الدين والوطن أسال الله ان يتقبله وان يجعله من
(أصحاب اليمين فى سدرٍ مخضوض وطلحٍ منضوض وظلٍ ممدود وفاكهة كثيرةٍ لا مقطوعة ولا ممنوعة).. وأن يجعله مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.. يارب العلمين
اللهم أغفر لشهداء الأمه الإسلامية جمعاء وحبب إلينا الشهادة وأمتنا شهداء .
حقيقة قبل أن يتطرق الأخ أ/ أحمد لهذا الموضوع وأنا أتصفح المنتدى وقع نظرى على صورة الأخ أشرف نفس ملامح وسمات الشهيد ورجعت بى السنين الى الوراء حتى أجهشت بالبكاء....