يوسف جبرا
(لم ينشر في صحيفة الرأى العام)
اولا اسف لطول الموضوع لكنك لم تندم لو قراته ... تحياتى لكم جميعا منذر عبدالله
إمتلات البلاد بشائعه غريبة ليست ككل الشائعات التى درج المواطنون على سماعها ، شائعه عصية على التصديق بعيدة عن الواقع لكن رقعه إتساع إنتشارها كانت تزداد يوما بعد يوم.
كان البعض يقابلها بالتندر والسخرية والتهكم بينما يرى البعض الآخر بأن كل شئ ممكن وليس هنالك مستحيل ، فى قهوة العامل التى يتخذها (عمال اليومية) و(الأسطوات) من (كهربجية) و(نقاشين) وسباكين) وخلافه جلس الأسطى (بابكر النقاش) وهو يضع كوب حليب وصحن صغير عليه قطع من (اللقيمات) يخاطب المعلم (عباس المكا***ى) الذى كان يمسك بسجارة (برنجى) ينفث دخانها فى الهواء:
- وهو يمسك بقطعه لقيمات يدخلها فى فمة رافعا (كباية الشاى) : سمعت الكلام البقولوهو الناس ده يا معلم
- كلام شنو يا اسطى بابكر؟
- الإشاعه القالو فيها إنو الحكومة عاوزة ....
- مقاطعا (وهو يضحك) : ياخى دى إشاعه قديمة مش بتاعت إنو الحكومة عاوزة تغيرنا دى
- بس ياها أى زول تلقاهو بيتكلم بالكلام ده ؟ تفتكر إنو الكلام ده صاح ؟
- (ضاحكا) : تغيرنا؟ تغيرنا كيف أصلو نحنا (زيت مكنة) ؟
- زيت مكنة زيت سمسم شوف يا (معلم بابكر) الجماعه ديل قالو عاوزين يغيرو الشعب ده ويجيبو شعب تانى
- والله يا اسطى بابكر الجماعه ديل حاجه بتغلبهم مافى – وهو يضحك- والله مش يغيروكم ساكت والله يبدلو بيكم عده !!
إنتشرت (الإشاعه) وصارت حديث الناس فى كافة الأماكن والمجالس حتى ربات البيوت اللواتى لا دخل لهن بالسياسة والأخبار فبعد أن قامت (سعاد) بإعداد شاى الصباح لزوجها (أمين) وخرج أطفالها إلى المدارس وبينما كانت تقوم (بمضايرت العدة) ووضعها فى حوض الغسيل إذ دخلت عليها جارتها أمينة:
- إنتى ما سمعتى بى الحكومة قالو دايرة تعمل شنو يا سعاد؟
- (فى عدم إندهاش) : يعنى عاوزة تعمل شنو؟ هى الحكومة دى ما كل يوم بتعمل
- لا المرة دى بس بالغت شوية يا سعاد؟
- يعنى شنو عملت كيلو الطماطم بى عشرين ألف وإلا عملت الرغيفة بى ألفين
- يا ريت والله يا سعاد ياختى ؟
- فى (خلعة) : شنو زادو البنزين تااانى ؟
- الحكاية لو (زيادات) ما كويس يا سعاد
- (فى إندهاش) : شنو تخفيضات ؟ - تزغرد فى صوت خافت اليويو يو يووووووى – خفضوا لينا شنو يا أمينة ؟ (الغاز) ؟ والله الغاز ده قطع قلبى يوم والتانى والأنبوبة فاضية وأربعطاشر ألف !
- إنتى جنيتى يا سعاد أمانه فى ذمتك الحكومة دى ليها تسعطاشر سنة يوم خفضت ليها حاجه ؟
- آآى بالحيل خفضت !
- أها الشئ الخفضتو وما عارفنو ده شنو ؟
- بتخفض لينا (تيار الكهرباء) لحدت (التلاجات) دى مكناتا تقعد (تكورك) !! يضحكان معا ثم تعود سعاد للسؤال
- عليك الله يا أمينة كان ما قلتى ليا الحكومة قالو عاوزة تعمل شنو؟
- والله يا سعاد بالأول أنا ما صدقت لمن الكلام ده الناس الفى البلد ديل كووولهم قاعدين يقولو فيهو
- عليكى الله يا أمينة قولى ليا طوالى حرقتى ليا روحى
- أها الحكايه وما فيها قالو ليكى الحكومة قالو عايزة تغير الشعب ده وتجيب ليها شعب تانى !
- أجى يا بنات أمى؟ وانحنا يودونا وين؟ يبدلو بينا (عدة)
- والله ياهو ده الكلام البقولوهو قالو الشعب ده ما نافع عاوزين ليهم شعب تانى !
- والله ياهو الفضل يا بت أمى قال شنو رضينا بالهم .. والله قسما عظما يجيبو لينا ناس من برة إلا ندقهم دق العيش !
فى الكورة :
فى مدرجات تمرين فريق (الثعالب) جلس المشجع ( تور الخلا) ومعه المشجع (خضر طحنية) يتابعان التمرين مع عدد من المشجعين :
- هسع بالله قول الحكومة دى جابت ليها شعب تانى ؟ تجيب ليها هلال مريخ من وين؟
- يا زول ها .. هلال مريخ شنو ومرض شنو؟ عليكم الله هسه دى كورة ذى كورة العالم الشايفنها دى؟
- والله كلامك صاح خليهم يجيبو ليهم شعب تانى إحتمال الكورة عندو تتطور بدل كورتنا القاعده فى محلها دى !
– والله يا جماعه هى دى (ما المشكلة)؟
- (بصوت واااحد) : طيب المشكلة شنو؟
- المشكلة كان غيرو الشعب يجيبو ليهم (شداد) من وين ؟؟!!
إجتماع هام :
- يا جماعه أنا شايف إنو الحكاية بتاعت إننا ماشين نستورد لينا شعب دى ملت الدنيا والناس كلها عرفتا فحقو نستعجل الموضوع ده شويه
- والله كلام سعادتك صاح خاصة إنو الإنتخابات قربت ( والشعب) ده ما مضمون يقوم يمقلبنا ساكت !
- أنا بفتكر دى هسه ما المشكلة؟
- طيب المشكلو وين؟
- المشكلة الشعب ده نوديهو وين؟
- أنا أ فتكر دى بسيطه ؟ نعرضو فى مزاد (الشعوب)
- والله ما يجيب (تعريفه) ! الشعب ده أول حاجه معظمو (شايل المرض) وحايم بيهو ، شئ (سؤ تغذيه) وشئ (فشل كلوى) وشئ (ملاريات) وشئ (بولهارسيات) ده غير (الأمية) و(الجهل)
- (معترضا) : والكرم والشهامة والمروة و ...
- يا شيخنا كرم شنو وشهامة شنو دى حاجات بقت ما بتأثر فى (اسعار) الشعوب ، أسعار الشعب بقت تأثر فيها (الصحة) والبيئة والتعليم والتكنولوجيا والحاجات دى – يلتفت إليه – قال شهامة قال !!
- طيب يا جماعت الخير يعنى (الشعب) ده نوديهو وين؟
- والله أنا بفتكر نوديهو (المنطقة الصناعية) أول حاجه نعمل ليهو (عمرة كاااملة) ونعمل ليهو فرش وبوهية وبعدين نجى (نسوقو) سنة سنتين حتين (نبدلو ) !!
- فعلا دى مشكلة لأنو أول ما نجيب الشعب الجديد لازم نتخارج من الشعب ده عشان ما يكون هناك فراغ !
- والله يا جماعة أنا ما شايف إنو فى لزوم هسه لى مسألة إستيراد شعب دى ... والله شعبنا ده (هدى ورضى) والواحد ممكن ياكل (ويسف) كمان ويقش أيدو فى (هدومو) ما يعمل ليهو حاجه ، إنا غايتو بفتكر يا جماعة الخيرإنو نصبر عليهو شوية !!
- لا .. لا.. لا.. إلا نصبر عليهو دى .. الشعب ده بقى متعب شديد وعاوز ليهو مجهود جبار لى إدارتو
- والله كلام سعادتك صحيح شعب بقى غير (النقة) ما عندو حاجه
- والله فعلا .. (نقتو) بقت كتيرة .. الرسوم كترت علينا .. الجبايات طلعت عيننا .. الضرائب كسرت ضهرنا .. الما بعرف داك عمل لينا شنو ما بعرف
- لا وده كلو كوم و(الحركات) كوم .. كل خمسة تنفار عملو ليهم (حركة) مسلحة (وناطق رسمى) وقالو عاوزين نصيبهم فى (السلطة) و(الثروة) التقول عملو معانا (الإنقلاب) !
- لا ومافى حاجه عاجبه الشعب ده .. الإنجازات الكتيرة دى كلها ما شايفا .. خمسة كبارى .. وسبعه طرق وسبعميت (جامعه) .. ويقولو ليك برضو معقول (عشرين سنة) وديل بس ؟
- لا وكمان ده شعب عند (مرضه) غريبة جدا.. كل دقيقه يقول ليك (قروش) البترول بتمشى وين .. قروش البترول بتمشى وين؟؟ التقول قاعدين ندخلا فى جيوبنا .. هى كلها خمسميت .. ستميت مليون دولار فى الشهر .. بالله دى قروش هسه الشعب ده يسال منها ويعمل لينا (فلقت دماغ) .. لا لا لازم نشوف (شعب) غيرو (مطيع) و(سكوت)!
- ما قلت لينا سعادتك لكن نعمل فى الشعب ده شنو؟ ونوديهو وين؟
- والله مافى طريقه غير نوديهو سوق (الخردة) بتاعت الشعوب نبيعو هناك لأنو مفيش حكومة ح تشتريهو !
- والله كلام سعادتك صاح ونتم عليهو نشترى شعب جديد !
مسيرة إسترحام :
تسربت مضابط حوار ما جاء فى ذلك الإجتماع الذى حضره المسئولون إلى بعض قيادات الأحزاب ومنظمات المجتمع المدنى فبدأوا فى عقد الإجتماعات والتشاور حول هذا الأمر حيث كانت نتيجة الإجتماعات هى أن تقوم الأحزاب مجتمعه متضامنة مع منظمات المجتمع المدنى وبقية أفراد (الشعب الفضل) بتسيير مسيرة هادرة تطوفشوارع العاصمة طالبة من الحكومة التريث فى إتخاذ ذلك القرار الخطير وتسليم المسئولين مذكرة إحتجاج بذلك
حيث إحتشد الجمع يحملون اللافتات التى كتب عليها :
- قبل ما تبيعونا كدى تااانى جربونا
- مالكم علينا ما (سادين أضنينا)
- أها وبعدين نمشى وين؟
على الرغم من أن (الحكومة) لم تمنح تصريحا واحدا لقيام مظاهرة مناهضة لها إلا أن هذه المظاهرة التى قام بها (الشعب) مترجيا الحكومة عدم إستبداله لم يتعرض لها أحدا بسؤ حيث يعلم المسئولون بانها سوف تكون آخر مظاهرة يقوم بها الشعب الفضل قبل أن تقوم بإستبداله، مضت التظاهرة فى صمت والمتظاهرون يرفعون اللافتات التى تستجدى الحكومة التريث فى الأمر ومراجعه قرارها بينما كان المواطنون ينتحبون بصوت عال ويجهشون بالبكاء وهم يحملون (المناديل الورقيه) يمسحون بها دموعهم التى سالت حتى بللت ثيابهم ، وعند الميدان الكبير توقفت المسيرة حيث إعتلى ممثل الشعب المنصة ليلقى خطابا وهو يمسح عينية بمنديل من أثر البكاء:
أخوانى وأخواتى أبناء الشعب الفضل ... (ينظر فى وجوههم ثم ينفجر باكيا) .. بيل .. بيل بياللهى نحنا هئ هئ هئ هئ هسه هئ هئ هئ هئ عملنا للناس ديل حاجه؟؟ .. بس شنو البخليهم يفكرو هئ هئ هئ هئ يبيعونا ويجيبو ليهم شعب تاانى ... رابطين الحزام عشرين سنة ما قلنا بغم ساكت ..
- البنزين يزيد
- المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة
- الرغيف يزيد
- المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة
- الكهرباء تقطع
- المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة
- الموية تقطع
- المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة
- نتعلم بى قروشنا
- المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة
- نتعالج بى قروشنا
- المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة
- الخريف يجى
- المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة
- والشوارع تتملى
- المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة
- يشيلو الرسوم
- المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة
- ندفع المعلوم
- المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة
- ندفع الجبايات
- المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة
- نسمع الحكايات
- المتظاهرون وهو ينتحبون : إهئ إهئ إهئ ما قلنا حاجة
من داخل الصفوف تخرج إمرأة (كبارية) وقد لفت ثوبها حول وسطها وهى (تثكل) وتهيل التراب على وجهها
- ووووووووووووووووب ووب وووب ووب عاد الليله نمشى وين ؟ ونقبل وين ؟ أحياااا يا ولاد أمى المغصة ما كاتلانى ... مسكونا لحم ورمونا (عضم) ووب – سكته - ووب – سكته - ووب - سكتة- وووووووووووووووووب !! ووب يا الصبرنا ليكم وما نفع فيكم ... وووووووب يا العاوزين تبيعونا وتمشو تخلونا وووب ووب
- (إمرأة أخرى تتجه نحوها) : إستغفرى إستغفرى يا بت أمى كدى شيلى المنديل ده أمسحى دموعك ديل ده ياهو حال (الحكومات)
المتحدث يواصل من المنصة :
هسه يا جماعه فى داعى للقرار ده ... يعنى الشعب ال ح يجيبوهو ده ح يكون (أحسن مننا) – وهو ينتحب – ما قافلين خشمنا ده علينا ومن صباحات الرحمن نحنا جاريين نكابس فى لقمة العيش ...أيش ش ش (ثم نحيب عال) أأأأهاه هاه هاه ...أهه أهه... ثم يمسح دموعه ويقف وهو حسير ويواصل متصنعاً الثبات
- بإسمكم أيها الشعب الفضل بقول للمسئولين أدونا فرصة تانية وما تتسرعو والله نحنا .. نحنا .. نحنا (يبكى فى ألم) .. ما ح تلاقو ذينا كلو كلو ...والس س س لا لا لا ممم عليكم ...
وسط الدموع والنحيب واصلت التظاهرة السلمية مسيرتها حيث تم تسليم (مذكرة) إسترحام ممهورة بتوقيع مجموع أفراد الشعب الفضل تطالب المسئولين بإيقاف تنفيذ القرار وتعدهم بأنهم سوف يكونون أكثر طاعة وخضوع !!
مناقشة المذكرة :
إجتمع المسئولون لمناقشة المذكرة (الإسترحامية) التى تقدم بها أفراد الشعب الفضل حيث تضاربت الآراء إلا أن أغلبيتها كانت فى صالح قرار (إستيراد) شعب جديد
- والله أنا شايف إنو نمضى قدما فى شراء وإستقدام (شعب) تانى بالمواصفات العاوزنها
- والله أنا أوافق سعادتك يعملو لينا فيها مساكيييين كده وبعد شوية تلقى (اللساتك) محروقه فى الشوارع والإضرابات واشنو ما بعرفو داك !
- لا وكل شوية رئيس حزب ناطى عاوز ليهو كم مليار (جبر ضرر) وما عارف أيه ! لا لا لا نغيرو طوالى
- يعنى هسه رأئكم الأخير شنو؟
- (بصوت واحد) : الشعب ده لازم يتغير
- لكن الجماعه ديل (بكوا عديييل) وقالو يدوهم فرصة ح يمشو على العجين ما يلخبطوهو !
- والله شوف سعادتك .. على العجين على الهجين ده كلو كلام ساااكت والله يلقو فينا فرصة ينسو الكلام ده كلو
- والله فعلن أحسن (نغيرهم) .. خلاص بكرة نمشى مع الوفد الكوناهو للشركة العالمية ( لتصنيع الشعوب) نعزل لينا شعب حسب المواصفات الدايرنها ونجيبو بدل الشعب الفضل ده !
فى الشركة العالمية :
فى المطار الخاص بالشركة العالمية لتصنيع الحكام والشعوب حطت الطائرة التى يرفرف عليها عليها علم (الدولة) الأخضر ، مدير الشركة وأعضاء مجلس الإدارة يقفون صفا مرحبين (بالزبائن) الجدد ، الطائرة تقف يفتح الباب ينزل (المسئول) يتبعه (وفد عال المستوى) ، بعد الترحيب والإستقبال يتم نقلهم بواسطة عربات فارهه إلى مبانى المصنع حيث يستهل (مدير مبيعات الشركة) الحديث :
مدير المبيعات : هذه الشركة كما تعلمون سيادتكم تقوم بتصنيع حكام وشعوب فماذا تطلبون بالتحديد ؟
المسئول : تغيير حكام شنو يا شيخ ؟ والله نحنا لمن (نكنكش) تانى سبحان من يغيرنا
مدير المبيعات : هل أفهم من ذلك أنكم تريدون تغيير الشعب؟
المسئول : طبعا طبعا أكيد قطع شك ودى عاوزة ليها كلام ؟ !
مدير المبيعات : ولماذا تريدون تغييره ؟
المسئول : والله ذى ما تقول كده مسالة بتاعت (صلاحية وكده)
مدير المبيعات : كيف ذلك ؟ إننى لا أفهم
المسئول : دى عاوزة ليها فهم ما قلنا ليك (صلاحيتو إنتهت)
مدير المبيعات : لماذ؟ كم عاما قمتم بإستخدامه ؟ ثمانية أعوام ؟
المسئول : لا لا أكتر شويه
مدير المبيعات : إذن إثنى عشر عاما !
المسئول : إنت خليك من مدة إستخدامو دى .. قلنلا ليك صلاحيتو إنتهت عشان كده جينا (نتستبدلو) من عندكم بشعب جديد ونديكم الفرق
مدير المبيعات : هذا سيدى غير ممكن بالطبع فنحن معنيون بتصنيع (شعوب) جديده ولا نعمل فى (المستعمل) يمكنكم الذهاب فى هذه الحالة إلى (ورشة تأهيل الشعوب) إذ يمكنكم عمل صيانه لشعبكم هنالك !
أحد أعضاء الوفد مخاطباً مدير المبيعات : لا لا لا صيانة شنو؟ أنحنا خلاص قلبنا أباهو مرة واحده .. عاوزين لينا شعب جديد لنج ؟ شعب يكون (كرت) ! زول حكمو قبل كده مافى
عضو من الوفد : يا جماعة ما تأخرونا ساكت لو عندكم نماذج تفرجونا عليها ورونا ليها خلونا ننتهى من القصة دى ؟ ورانا صفقات وبزنس
مدير المبيعات : أوكى لدينا نماذج لبعض الشعوب الجاهزة التى تم تصنيعها تعالو معى لأفرجكم عليها
يذهب مدير المبيعات يرافقه أعضاء مجلس إدارة الشركة مصطحبين معهم (لوفد) فى جولة لمشاهدة نماذج من الشعوب الجاهزة للبيع ثم يعودون بعد فترة من الوقت وقد إنتهت الجولة ليجلسوا على الطاولة مرة أخرى
- مدير المبيعات : أتمنى أن تكونوا قد وجدتم ضالتكم ؟ ألم تجدوا شعبا يناسبكم ؟
- المسئول : دى مواصفات شنو العاملنها للشعوب البتصنعو فيها دى ؟
- مدير المبيعات : ماذا تقصد يا سيدى؟
- المسئول : شنو شعب (ديمقراطى) .. وشعب يؤمن بالتعددية .. وشعب (بيتضحك) عليهو (بصعوبة) .. وشعب لا يسكت على الظلم و شعب ..
- مدير المبيعات : إذن ما هى المواصفات التى تطلبونها فى الشعب الذى تودون شراءه ؟
- المسئول : مواصفات كتيرة كدى جيب ليك قلم وورقه وأقعد نكتبا ليك
المسئول يقوم بكتابه المواصفات على الورقه ثم يسلمها لمسئول مبيعات الشركة التى يضعها فى داخل (دوسيه) ثم يهب قائما وهو يصافح المسئول :
- شكرا يا سيدى .. سوف نقوم بدراسة هذه المواصفات وصناعه شعب لكم بالضبط بالمواصفات التى تريدونها هذه فقط أمهلونا أسبوعا واحدا ليقوم فريق التصنيع والتكاليف لدينا بدراستها وسوف نرسل لكم (الفاتورة) على عنوانكم حتى تقومو بتسديد المبلغ وتأتو لإستلام (الشعب) بعد تجهيزه لكم
غادر المسئول يرافقه الوفد عال المستوى الشركة العالمية لتصنيع الحكام والشعوب عائدين إلى البلاد حيث وصلهم بعد أسبوع الخطاب التالى يحمل ترويسة وختم الشركة ممهورا بتوقيع السيد مدير المبيعات :
الساده المسئولين بدولة (المشروع الحضارى):
تحية طيبة وبعد :
بالإشارة إلى زيارتكم لموقع شركتنا بتاريخ كذا وطلبكم تصنيع شعب بالمواصفات التى قمتم بكتابتها لنا يؤسفنا أن نفيدكم بأن فريق التصنيع بالشركة قد توصل إلى إستحالة تصنيع شعب بهذه المواصفات إذ لا يمكننا تصنيع شعب يتمتع بكل تلك المواصفات التى ذكرتمونها علاوة على ميزة (الصبر وتحمل الأذى) حيث لا توجد هذه (المواصفات) إلا لدى شعب واحد من شعوب العالم هو (الشعب) الذى تحكمونه الآن ! فأبقوا عليهو ten