وصف خبراء صحيون الرجال بأنهم الجنس الاضعف في ما يتعلق بالصحة، ودعوا الى دراسة اسباب ذلك.
فالرجال هم أكثر عرضة للإصابة بالسرطان من النساء وهم الأكثر تعرضا للوفاة بسببه.
كما أن نسبة الاصابة بامراض القلب والسكتات الدماغية والسمنة هي الاعلى بين الرجال.
وعندما يتعلق الأمر بالسعادة، تظهر النساء في المقدمة إذا نظر إلى الامر من ناحية معدلات الانتحار.
ويبدو جليا ان العديد من أمراض الرجال يرجع إلى نمط الحياة غير الصحي الذي يعيشونه، مثل اكثارهم من شرب الكحول والتدخين والتغذية السيئة مع قلة التمارين.
كما يرى الخبراء أن الرجال مهملون في طلب المساعدة الطبية حتى لو كانوا بحاجة اليها.
ولكن هل من العدل أن يلقى اللوم على الرجال انفسهم؟
ويطلق منتدى صحة الرجال وهو منظمة صحية خيرية حملة جديدة للتعامل مع هذا السجل الصحي الفقير.
ويقول المنتدى أن عددا كبيرا جدا من الرجال ما زالوا يموتون في عمر مبكر جدا.
ففي انجلترا وويلز يموت 42% من الرجال قبل بلوغهم اعياد ميلادهم الـ 75 ، مقارنة 26% من النساء. أي ان حوالي 100 الف من الرجال يموتون في وقت مبكر كل عام بالمقارنة مع 66 الف امرأة، ومعظم هذه الوفيات ممكن تجنبها.
وتعد الازمات القلبية والسكتات الدماغية الأكثر قتلا للرجال، اذ تقتل 300 شخص من كل 100 الف رجل مقارنة بـ 190 من كل 100 ألف امرأة.
ويأتي السرطان في المرتبة الثانية إذ تشير الاحصاءات إلى أن الرجال أكثر بحوالي 70% عرضة للموت بسبب السرطان من النساء الذي يصيب الجنسين، وأنهم اكثر عرضة للاصابة بالسرطان من النساء بنسبة 60%.
وتأتي امراض الجهاز التنفسي في المرتبة الثالثة، يليها مباشرة الخرف وامراض الكبد.
ويرتبط معظم هذه الامراض بعوامل من الممكن تجنبها أمثال السمنة والاكثار من الكحول، وهي المشكلات الاكثر شيوعا بين الرجال.
وعند مقارنة مجاميع من النساء والرجال من غير المدخنين وغير المتعاطين للكحول،وجد أن 40% من الرجال يقومون بنشاطات جسدية كافية.
وهذا يوضح جزئيا لماذا كانت نسبة 41% من الرجال أكثر وزنا مقارنة مع نسبة 32% من النساء.
كما أن الرجال أكثر عرضة لانهاء حياتهم عبر العنف، سواء عن غير قصد عبر حوادث الطرق او بقصد عبر عمليات الانتحار.
وعلى الرغم من ان معدلات محاولات الانتحار لا تختلف بين الجنسين الا أن الرجال أكثر نجاحا من النساء في مثل هذه المحاولات. وتبلغ نسبة الرجال من بين الاشخاص الذين نجحوا في قتل انفسهم 76% .
وتقول نيكولا بيكيت من جمعية السامري الصالح الخيرية، أنه ليس من الواضح لماذا يعيش الرجال بشكل اقل جودة من النساء عندما يتعلق الأمر بالصحة والبقاء.
وتضيف : بعض ذلك بسبب ان الرجال مهملين جدا في البحث عن مساعدة (صحية) .
وتوضح: ونعلم أيضا أن الرجال هم الاقل استخداما لمجمل الخدمات (الصحية) من النساء .
على سبيل المثال يزور الرجال الاطباء أقل بكثير من النساء، حتى لو خصمنا الزيارات الاضافية التي تحتاجها النساء للعناية بالحمل.
ويعتقد منتدى صحة الرجال أن جعل الرجال أكثر اهتماما بصحتهم سيقلل هذه الفجوة بين الجنسين.
وقال المدير التنفيذي لهذه المؤسسة الخيرية: إن من السهل والمغر معا أن نلوم الرجال على ذلك، وان نكون قدريين بشأنه، بيد أننا لا نعتقد ان ذلك صحيحا. فالرجال يهتمون فعلا بصحتهم ولا يريدون الموت مبكرا .
واضاف: واحدى القضايا: إن النظام الصحي لا يعمل لمصلحتهم ، فالخدمات (الصحية) ليست في جانب الرجال .
بيد أن بيكيت تعتقد أن ثمة قضايا اوسع لتوضيح لماذا يعيش الرجال بشكل سيء جدا (صحيا).
وتقول : ليس الامر بهذه البساطة، في أن الرجال لا يطلبون المساعدة الصحية، ينبغي علينا ان ننظر اعمق من ذلك .
وتوضح ربما كانت بسبب أن مجتمعنا يفضل النساء أو أننا نتوقع الكثير جدا من رجالنا. كنا نطرح هذه الاسئلة وطلبنا عون علماء الاجتماع والانثروبولوجيين لمساعدتنا على معرفة (اجوبتها) .
وتضيف أن باحثيها يبحثون عن أسباب اجتماعية للظاهرة.
وكشف العمل الاولي مع مجموعات البحث المعمق من الرجال عن تدخل عوامل اخرى في الظاهرة مثل درجة الامان في العمل.
وتواصل بيكيت شرح خلاصات الدراسة بالقول ان ثمة دليلا واضحا بأن الاعمال الرجالية التقليدية بدأت تختفي وتحل محلها ادوار تتطلب خبرات نسائية .
ونعلم ايضا أن الرجال الذين يفقدون وظائفهم قد يشعرون بالعجز .
ولأنهم يميلون لكبت مشاعرهم ولا يحبون الحديث عن هذه الاشياء، فأن المشاكل يمكن ان تتعقد وتصبح خارج السيطرة .
بيد أنها استدركت: ثمة العديد من الاشياء التي يمكن للرجال فعلها لتحسين نوعية حياتهم وقدراتهم على البقاء، ومنها أداء تمارين رياضية اكثر.
نقلاً عن موقع ( MSN arabia )