صفحات مجهولة عن دور العلماء الدناقله في نشر الاسلام
هذا الموضوع نقلا عن صحيفة صوت الغابة العدد الثاني سنة 1997
قبل الموضوع
جامعة إفريقيا العالمية بصدد إقامة كرنفال عالمي احتفالا بمرور 14 قرن علي نزول القران.....
المطلوب معلومات وسير ذاتيه عن شيوخ الشمالية وصور تاريخية ومخطوطات ان وجدت
الموضوع
كانت اولي خلاوي القران الكريم في السودان قد اسست في دنقلا وعند المجازيب في الدامر وفي سقادي ((غرب المحمية)) في القرن الثامن الهجري لكن المساجد قد سبقت الخلاوي فكان مسجد دنقلا العجوز هو اول مسجد بني في السودان وقد بني نتيجة لمعاهدة البقط بين النوبة المسيحيين وبين المسلمين بقيادة عبدالله بن ابي السرح عام 31هــ ولكن دخول الاسلام ربما سبق هذه الفتره ولكن بصورة فردية وغير رسمية واعتمد السككان المحليين علي تلقي العلوم الاسلامية فيما بعد ذلك علي المهاجرين والدعاة الذين وصلوا الي البلاد من الحجاز واليمن وعن طريق سواكن وكان ابرزهم قد وصل اليد نقلا من بداية القرن الثامن الهجري مثل غلام الله بن عائد وعيسي بن كنو الحضرمي الذي ادخل رواية ورش وزريته في الجابريه ومشو والشيخ حاج بلول في الغابة واشتهر هو وابناءه بخط المصاحف وكان مصحفه اقدم المخطوطات الاسلامية بالسودان عام 870 هــ وكان قد قدم من الحجاز وغيرهم كالشيخ حمد اب دنانه الذي هاجر من دنقلا الي ديار الجعليين كان لابناء غلام الله رباط وركاب اكبر الاثر في نشر العلم في السودان وخاصة ابناء ركاب الركابية الذين تفرقوا في ااغلب انحاء السودان الشمالية والشرقية والغربية ومن اشهر تلاميزهم الشيخ محمد عيسي سوار الدهب الذي تتلمذ علي يد الشيخ غلام الله نفسه وقد انجب عشرة من الاولاد وانجب كل واحد منهم عشرة من الابناء كلهم حفظة قران فكان يلغب بابو العشرة جد المئه وهو المشهور بساتي محمد وتعني الشيخ محمد وكان اول تلاميذ الشيخ محمد هو الشيخ عبد الله الاغبش الذي وجهه شيخه لبربر لينشر القران وكان هذا تقليد اتبعه الشيخ غلام الله حتى ينتشر القران في كل مكان وهو ما نجده من اثاره تفرق قبائل السودان في معظم انحاء السودان فانشا الاغبش بما يسمي بخلاوي الغبش الان ومن اشهر مشايخ دنقلا في هذا القرن الشيخ محمد احمد سوركتي الذي هاجر الي الحجاز متعلما ومن ثم معلما ثم الي اندونيسيا داعيا وانشا هناك مدارس خاصة بلغ عددها 1250 مدرسة وذاع صيته في كل جزر الشرق الأقصى وقد سمي احمد سوكارنو رئيس اندونيسيا تيمنا بهذا الشيخ ومازالت ذريته موجودة باندونيسيا حتى اليوم وقد بدأت دعوته هناك عام 1904م .
اشتهر كذلك الشيخ ساتي ماجد الذي خرج من دنقلا بعد آن حفظ القران إلي الأزهر ثم اتجه إلي أوروبا وأسس مع احد اليمنيين جمعية التبشير للإسلام في بريطانيا واتجه إلي أمريكيا داعيا قوميا عام 1904م ومكث خمسة وعشرون عاما يدعو للإسلام وامن علي يده الكثيرون وزاع صيته و لغب بشيخ الإسلام ثم عاد إلي السودان واستقر بدنقلا حتى وفاته .
ومن اشهر العلماء الدناقلة) في فجر الإسلام الأول العالم حبيب بن زيد وقد ولد في مصر لان أبوه كما روي عن نفسه انه كان من سبايا دنقلا في غزوة عبد الله بن سعد ونبغ يزيد بن حبيب في العلم والفقه والسيرة والتاريخ وغيرها من علوم زمانه ، قال المغريزي عنه : (( ومن اشتهر بالعلم في مصر يزيد بن حبيب مولي الأزد مفتيا لأهل مصر وأبوه من دنقلا وقال عنه الأستاذ احمد أمين في كتاب فجر الإسلام : (( كان عالما بالفتن والحروب وما يتعلق بفتح مصر وشئونها وولاتها )) . وهو احد الأركان الذين نقل عنهم الكندي ولاه مصر وقضاتها وكان من اشهر تلاميذ يزيد هذا عبد الله بن هليعة والليث بن سعد وكان الليث بن سعد كما قال الشافعي افقه من مالك وهذه مفخرة لأستاذه الدنقلاوي حبيب بن زيد .
وقد ذكر صفي الدين الخزرجى 922هــ في كتابه تنديب الكمال يزيد بن حبيب كأحد رواد الحديث وصنفه مع الرواة الأساسيين للحديث وعرفه بقوله (( كنيته يزيد المصري)) أي الذي يسكن مصر فهو لا يعلم انه سوداني الأصل .
وقال عنه الليث بن سعد : ((تلميذه يزيد عالمنا وسيدنا)) وقال عنه أيضا : (( ثقة كثير الحديث )) ومات سنة 128هــ وكان الخزرجى يضع علي اسم يزيد في كتابه حرف ((ع)) وهو إشارة إلي آن روايته هي رواية الجماعة أي رواية ألائمة الستة المعتمدة .
ألا رحمهم الله ونفعنا بعلمهم وجعل كل مجاهداتهم في ميزان حسناتهم مضاعفة مباركة والحمد لله رب العالمين.