مأســاة مغترب
عشرات السنين ....
يجمع ولا يطرح من دخله شيئا...
يضرب بالرفاهيه والبذخ عرض الحائط الإجتماعي والصحي ...
يستمتع بحد أدنى ليس دونه شئ ولا يبالي بما تتناقله دوره لا نهائيه اُذن فلســـان فأذن....
جمع فأوعى ثم فكر و إهتدى فحان وقت إســـتثمار حصيلة الجمع والضرب والصبر المر والذل الذي لا يـُفتي فيه إلا من تجرعه وقـُص به فعلا .!!
بعد الاستشارات المواربه والذكيه والاستخاره والتوكل..الجامبو الخيار الامثل..جهود جباره أُنفقت حتي وفق في إختزال مصروفات هامش المستندات( مصروفات تحت الطاوله ) التي أضحت الاصل والواجب بينما الرسوم القانونيه فقط لاثبات أنك تستحق الانتقال الى هامش آخر لتغمس نفسك أكثر في النار وأكثر.! فقه الضروره واحه تستظل بها النفس الأمارة بالــ ...
خبر سعيد ..
مدخراته وصلت بأمان .. يقف الدفار الجامبو غرب سوق السجانه ... عاليا في عزة و شمم وقورا وسيما يخلـُب لـُب السائقين ...
حقق ربحا يعادل خمس سنوات من الذل ...
السعر يغري بالبيع ولا ما يمنع من تكرار المحاوله وإختزال خمسه سنين زل بقليل من الجهد وخطوتين الي الجحيم ...
تم الاتفاق على السعر ومباركة البيعه من الاطراف ذات الصله ...
ماذال الجدل مستمرا بين مجهولين لم يتعرف عليهم بعد ذلك أحد...
مد المشتري يده فى ثقه وأخذ المفتاح من الاخ الشقيق والموكل بالاستلام والبيع ...
الساعه الثالثه ظهرا ...( ماشاء الله ما شاء الله ) صوت المكنه يطرب الحضور
يستدير المشتري بالعربه جنوبا فى إتجاه محطة ابو حمامه للتجربه ... يستدير
عائدا فى اتجاه الشمال حيث البائع وآخرين ينظرون بإعجابشديد لذلكالملتحي الذي يثبت مهاره في القياده كما اثبتها في حسن الاختيار....
يطلق آلة التنبيه المنغمه عندما يحازي الحضور بالضفة الغربيه من الطريق كبشاره بالقبول النهائي للبيعه !؟
وعندما بلغ القسم الجنوبي إنحرف شرقا وغاب عن الانظار ...؟
السادسه مسـاء ولم تتقدم اجراءات البيع خطوه أخرى فالمشتري والبضاعه غائبين ولا أحد يعلم مكانيهما ...؟هناك شيئا ما يجري مبتعدا غير الدفار ولا يســر إلا واحد ...
بدأ الجمع فى التفرق والاختفاء والشقيق المكلف تتناوشه الهواجس والخوف ويقعده الامل في عودة الغائب ...
رفع مسجد إبراهيم مالك آذن المغرب ... خرج المصلون وإنتشروا والشقيق المكلف لم يقطع العشم لأن ذلك يقطع اوصالا كثيره ...!
بخطى مثقلة بهموم تبعات الاحتمال الأســوء تحرك الشقيق نحو القسم الجنوبى لفتح البلاغ ...
في الاربعين قمحى ملتحى يرتدي جلابيه قصيره وطاقيه وحذاء من القماش وحوله هاله من العطــرالبهيج تتحرك معه أينما هجع ....
- يدعى طلال ؟؟!!..
- لا لم أطلع علي اوراقه الثبوتيه !!
- لا لم يعرفني به أحد ..!
نظر اليه الشرطى قائلا .. ربنا يجمع ليك مالك بس قصتك دي عايزه صبر طوييييييييييل..!؟ والراجل اكيد معتاد إجرام .. تم عرض كمية من صور معتادي سرقة السيارات ولكن ... لا أحد يقترب من تلك الملامح البريئه والواثقه من نفسها ...
تلقى من شقيقه كلمات عبر الهاتف عصفت ما تبقي من إتزان .... بينما كان يحاور ويساوم احدهم داخل القسم ... كلمات تعصف و تضرب بكل شئ عرض وطول الــ......لم يخطر بذهنه يوما أن يتهم من قبل أي شخص بخيانة الامانه فكيف تأتي من شقيقه ...!!
لم ينم ليلته فكل ما يساعد ويدعو للنوم إختفى ...
أنفق ماله ومن وقته الكثير لا شئ يهم الآن ... فالدفار وما يســاويه من سنين غربه ذهبت أدراج ودوليب الرياح فأصبح الآن في المستوي العاشر من أولوياته ......اما الاول حتى التاسع طيف متدرج من اولويه واحده (تبرءة الذمه وغسل ما أصابه من قُـذر لا يُبطل الوضوء ويُبطل طعم المن والسلوى والحليب .....)
شهور عجاف تأكل ألأعجف ... وتنهك القوى الامين وتباعد بين الــ..؟!
خيط أسود يقود الى معلومات عن مكان سكنه ....!؟
يتحرك تيم المباحث ويستوثق من وجود تلك اللحيه وذلك العطـــر خلف تلك الجدر الانيقه ... والبكس موديل 2011 م تم رصد لوحته ويجري التحري عنه
عربتان للشرطه تقفان أمام الباب ...
والشرطه بعددها الذي تجاوز العشره يقفون في ثقه وإسترخاء وهم يطرقون الباب ... شــاب نحيل في العشرين من العمر يفتح الباب ...
= السلام عليكم ... طلال موجود ...؟
- أيوه موجود .. ( أخرج رأسه ورأى مجموعه من الشرطه و عربتين..)
= قول ليهو عايزنك ...؟
لم يتأخر الرد فُــتح الباب الشرقي وإنهالت منه مجموعات من الذخيره أعطبت السيارتين وإحتمي الجميع رغم أنه يبدوا واضحا أنه لا يرغب في إصابة أحد ... إلا أن الزخيرة كانت بكميه لا تسمح لشخص أن يرفع رأســـه وإتجه بخطى ثابتة لعربته وإنطلق ...؟!
نهض الجميع ولا فرصه للمطارده ... إختفت اللحيه بعد ظهور وتلاشت نفحات العطر الجميل ...؟!
العربه البوكس موديل ( 2011 ) لوحه رقم ( *******) بإسم مولانا ( س س س ) رئيس الجهاز القضائي بإحدى الولايات متقاعد منذ عامين ...؟! قامت المباحث بزيارته في داره بوسط الخرطوم ...
- نعم ومازالت معي وهي مستأجره بواسطة شخص يدعي طلال منذ عامين هل أصابه مكروه ..؟!
شــرح ضابط المباحث ومولانا يستمع وكأن الامر لا يعنيه ...
= مولانا هل معك أي اوراق ثبوتيه له ..؟
قام وأحضر ملفا وبدأ يقلب فيه بهدوء ثم عزل عقد إيجار مرفق معه صوره من رخصه وقدمها للضابط الذى تفحصها وطلب أن يصورها ولكن مولانا مد يده و أخذ المستند ودخل مكتب ملحق بالصاله وعاد يحمل صوره قدمها لضابط المباحث ... وأضاف قائلا .. ( في الحقيقه هذا الرجل طوال عامين يحضر الى هنا في اليوم الخامس من كل شهر الساعه الثامنه مساء لسداد الاجره الشهريه لم يتأخر يوما واحد ولهذا أعتقد أنه سوف يحضر بعد بكره يوم الخميس الساعه تمانيه ....
= طيب يا مولانا بعد إذنك ممكن نعمل ليهو كمين في الشارع
لكن يامولانا هذا الرجل خطر جدا لو راقب البيت وعرف في كمين ممكن يتصرف بعنف شديد جدا عشان كده لو سمحة لينا نعمل الكمين فى البيت افضل باقل الخسائر نقبض عليهو
- أفضل وأحسن يكون التيم داخل البيت من بدري شويه ...
= شكرا مولانا وناسف للإ زعاج ..
- مافى إزعاج وأرجو أن يتم الامر بهدوء وبسرعه وأرجو أن لا يكون هناك خطأ في تحديد الشخص المعني ....
- إطمئن يا مولا نا كل قيادات المباحث والشرطة مهتمة ومتابعه الموضوع ..؟
- أرجو ذلك ...
الخميس الرابعه عصرا حضر أفراد الكمين وجلسوا فى الهول وتم تعديل الاثاث ووضع كرسي الضيافه الذي يفترض أن يجلس فيه بحيث يكون ظهره لغرفه المكتبه حيث ينقضوا عليه من الخلف عند إبتعاد مولانا بحجة إحضار الماء حتى لا يتعرض لاحتمالات المقاومه المتوقعه
أخطر أفراد الاسره بعدم الحركه او الحضور الى الهول حتى يتم الامر بدون مفاجأت
الثامنه وخمس دقائق يطرق الباب و يستقبله مولانا ويدخلان سويا الى الصاله ويتقدمه للداخل ولكنه يتوقف عند باب الصاله ويعتذر أنه مستعجل ... ويمد يده بالمظروف ... لكن يستدرك مولانا الموقف ويتصرف بسرعه دقايق يا أستاذ ما بتأخرك عايز أقول ليك قررت أبيع البكس و أشتري صالون وبرضو ممكن يستمر عقد الايجار وعايز أتشاور معاك كدي أتفضل جوه ...
يدخلان سويا ويجلس مضطرا حيث دبر له سلفا فالكرسي الوحيد الاخر المتاح عليه طاقيه مولانا كما أمامه منضده بها مجموعه من الكتب ونظاره طبيه ... كما أن مولانا أشار اليه بالجلوس على ذلك المقعد الذي ينعطف اليه الضيف إجباريا ..ثم قال له تشرب شاى لبن أحسن ... ما بتتأخر ...
ذهب مولانا الى الجزء الثانى من المنزل وأعطى لقائد الكمين الاشاره المتفق عليها إنقض أربعه بشبكه ضخمه و أسقط على الارض وأثناء ذلك تمكن من إخراج مسدسه وأصاب أحدهم فى ساقه قبل أن تنهال عليه عصا غليظه كسرت يده وسقط المسدس وتم تكبيله بسرعه والسيطره عليه تماما وتفتيشه تفتيشا دقيقا وبإتصال رئيس التيم وقفت عربتان للمباحث ثم إنطلقتا نحو المستشفى لعلاج الاصابات أولا ثم إخذ الى رئاسة المباحث والامن الداخلى .. و
بالتحري معه ارشد لمشتري للدفار و لطريقة تزوير مستندات الملكيه
تم ضبط الدفار و إحضاره والمشترى بتهمة إستلام مال مسروق
حكمت المحكمه بتبرأت الشارى من التهمه و أعادت الدفار للمالك الاول
و أشارت للشاري الثانى برفع دعوي فى مواجهة المدان ...
قام الشاري المتضرر بعرض شراء الدفار مره أخرى من المالك الشقيق الموكل بالبيع ... لكنه رفض و أشــار له بضرورة الاتصال بأخيه الذى سيحضر بعد أسبوع ....
أثناء المحاكمه أفاد المتهم بأنه سلم المبلغ المستلم ثمن الدفار كاملا لسخص يدعى (*******) يقيم فى العنوان (****)
المكان عباره عن حوش لرعاية المشردين وتأهيلهم ...
دخل عليه ضابط المباحث يرافقه الاخ الشقيق وعندما سأل عن المدعو ( طلال .... ) هب الرجل كالملسوع يسأل :
الشيخ طلال يا ســلام تعرفوا أخر مره الشيخ طلال أدانى 170 مليون بالتمام والكمال ونهض طالبا منهم مرافقته الى حيث أشار اليهم
بالمنجزات التى تمت بذلك المبلغ ( غرف جديده وحمامات ومظله للطعام كما أنه تمت كسوة أغلب الاطفال ...!) ....
بالمناسبه الشيخ وين لازم يجينا هو أكتر واحد بدعم الدار دى ....؟!!
- إن شــاء الله نكلمو ليكم وخرجا صامتين حتى إفترقا ...!
عاد المغترب بعد اسبوع من عودة الدفار الى مكانه جوار البيت
ولكن زادت الاسره دفار جامبو ونقصت أخ إختفى بعد أن سلم الوالد مفتاح الدفار وأوراقه ... يقال أنه هاجر الى ..... او .....
أين المأساه فقد الدفار الذي ....عاد
أم فقد الاخ الذي قد لا يعود ....
( الواقع أغرب من الخيـــــــــــــــــــــــال ...!!!)