قبل أكثر من (ربع قرن) كنت مغترباً بإحدى الدول العربية لفترة جاوزت الستة أعوام عاصرت خلالها كيف أن جهاز تنظيم شئون السودانيين العاملين بالخارج (وهذا إسمه) يقوم بتنظيم (حلب) المغترب إلى آخر (هلله) فى جيبه من خلال عدد لا يستهان به من الرسوم والدمغات والضرائب والزكاة وبعض المسميات الأخرى !
من خلال تعاملى مع هذا الجهاز فى تلك السنوات قد إتضح لى بما لا يدع مجالاً للشك بأن العاملين في هذا الجهاز لا يعرفون شيئاً إسمه (الرحمة) فمهما كانت ظروفك المادية ومهما كان سبب حضورك للبلاد طارئاً أو مؤلماً أو حزيناً ومهما كان (أى شئ) فيا تدفع يا تدفع ! وإلا فلن تمنح تأشيرة الخروج لتعود إلى مقر عملك .
كنا ندفع لترعتى كنانة والرهد وللقناة الفضائية وللجريح وللشهيد وللضرائب وللزكاة ولرسوم القدوم ولرسوم الخروج ولإستخراج الجواز ولتجديده ولإضافة الأطفال ولفصل الأطفال وكذلك للمساهمة (الإلزامية) !!
كنا نعطى هذا الجهاز (صاغرين) أكثر كثيراً مما نعطى أسرنا التى تحتاج إلينا بل تعتمد وقتها علينا فى مواجهة ظروف الحياة !!
وتركنا الإغتراب بعد أن أيقنا أنه ليس (إغتراب) بل (إحتلاب) يمارسه هذا الجهاز الذى لم يقدم للمغتربين فى المقابل أى شئ ولم يتصد بصورة جادة لحل أى من المشاكل و الصعاب التي ظلت تواجههم بما يوازى هذه الملايين من الدولارات التى تتدفق عليه شهرياً منذ أن قام فى عهد الرئيس المخلوع (نميرى) !!
حقيقة لم أصدق عيني وأنا أقرأ ذلك التصريح الذى أدلى به السيد الأمين العام لجهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج والذى هو في ذات الوقت رئيس غرفة طوارئ إجلاء العائدين من ليبيا، إذ يقول فى تصريحه الذى نشر على الملأ بإن الميزانية الأولية المرصودة للإجلاء متواضعة، وأنها لا تساوي 1% من الحاجة وأن هنالك إتجاه يتبناه وزير الخارجية للإتصال بالدول والمؤسسات العالمية والمنظمات الطوعية لإجلاء السودانيين من ليبيا.
يعنى بالعربى كده (الجهاز ما عندو قروش يجيب بيها الناس ديل وما فيش غير نتسول من بعض الدول والمنظمات عشان نقوم بإجلاء المغتربين ديل) !!
ياخى قول كلام تانى .. طيب يا جماعة الخير القروش القاعدين تلموا فيها ليكم أكتر من (ربع قرن) دى مشت وين؟ ... يا جماعة قولوا ليكم كلام غير الكلام ده ! القروش دى (كتيرة بالحيل) وممكن تعمل ليها (جسر جوى) ليبيا-الخرطوم وكمان الطيارات (من الجهاز) !!
وطيب إذا كان المغترب بيدفع ليهو كم وتلاتين سنة فى القروش دى ويقطعا من لحمو ويديكم ليها وما بتقدروh تفزعوهو وتنجدوهو ووهو مستهدف بسبب (تصريحاتكم الرعناء) والرصاص (حايم قدامو) وحياته وحياة أسرته في خطر .. طيب القروش دى خاتينها لليوم الأسود؟ ... هو فى أسود من كده ؟
هذه والله (محنة حقيقية) ساقها الله تعالي لتكشف (المستور) وتبين (المخفى) وتظهر (المستخبئ)
فهذه الأموال التى ظل المغتربون المهاجرون فى كافة بقاع الأرض يدفعونها صاغرين لأكثر من ربع قرن لا يمكن بأى حال من الأحوال أن تقل عن مليارات الدولارات وعلى السيد الدكتور التهامى أن
وهو يتسنم رئاسة هذا الجهاز أن يبين للجميع أين ذهبت هذه الأموال لدرجة أنها لا تفى بإجلاء (بعض المغتربين) الذين يواجهون أحوالا صعبة وأهوالاً جسام (فى ليبيا القريبة دى) !
وإذا كانت هذه هى حقبة التصريحات التى (تفقع المرارة) فهاكم ختام هذا التصريح الذى أفاد به السيد التهامي إذ يقول لا فض فوه : أن الذين عادوا يبلغ تعدادهم 3 الف من أصل 500 ألف وهى تمثل 60% من جملة الرغبين في العودة البالغ عددهم 20 ألف .
ويبدو أن السيد الدكتور الأمين العام لجهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج يستخدم (الرياضيات الحديثة) لأنو زمان لمن علمونا (الحساب) قالو لينا الـ 3000 دى بتمثل 15% بالنسبة للـ 20000 .. يعنى ما (60%) !!
أما كيف علم السيد الدكتور الأمين العام لجهاز شؤون السودانيين العاملين بالخارج بأن الراغبين فى العوده يبلغ عددهم 20 ألف فلابد أن سيادته قد قام بإستخدام (علم الفلك الحديث) !!
كسرة :
المغتربون يريدون (معرفة) ميزانية الجهاز ! منقول