بسم الله الرحمن الرحيم
زكرياتي في الجنة
الفصل الاول
طرقا خافتا يدغدق الحنايا كبوح الفراشات الانيقة للزهر ...
خفوتا جعلني أنتفض من يقظتي وأغوص عميقا في سبات بنفسجي الملمس ...
وكإجير ( فقير الجيب والفطنة ) فروحي محبطة من حصاد كدح نهار حار ...
ورأسي مثقلة بهموم جلبتها علي نفسي فمنهم لم أرث - ولم ترثوا أنتم أيضا - إلا خيرا ...
وكطفل برئ ألثغ أتساءل هل الطرق علي باب الدار أم جدار الزكريات ....؟!
يقولون ذاكرتي تمتاز بقوة وخصائص روحانية غير مألوفة ...؟!
لذلك لا أذكر فترة رضاعتي التي بها فرض البر علينا... وبعضي يستنكر أن رأسي لا يذكر مسقط رأسي !
فأنا لا أتحدث عن تلك الفترة إلا وأسبق الحديث قائلا : (حدثني أبي أن أمي أخبرتة ...) ...
فترة الشباب والدراسة زملائي ماتوا كمدا وحسدا علي شجاعتي وإقدامي فقد عانيتُ الكثير المثير الخطر وارهقت من حريتي ....
فإنا لم أرتاح يوما في أحد السجون ... وكم كان قلقي عظيما لإهمال وتجاهل العساسين والبصاصين لي ...تبا لم لا يراقبني أحد ..؟!!
وكنت اتوجس خيفة فأختبئ وأرتجف من شدة الامان ...؟!
يا إلهي مازال بوح الفراش يسلبني اليقظة....
متحللا أذوب رويدا رويدا في بحر النعاس مترسبا في فتور وإهمال علي قاعة أليس في هذا الزمن العاقر سامرائي ينقذني ...
صمتَ الفراشُ نهائيا ... فقط عيونها و لا شك حوراء دعجاء تتبادل البوح الانيق ..
وبعضها يحرك بحذر الاجنحة السفليه الرقيقة يتبادلون الحيرة : " كم قاسي العلم الذي يساوي بيننا والقمل والذباب ... كلنا حشرات !!؟ "
لكن للصمت ولغة العيون صخب .....
فحملت ماتيسر من كياني متثاقلا وكأن الطارق - (قتلت حُسينا أو رمت بالمنجانيق قداسة البيت الحرام ) ؟؟
- من الطارق ...؟