بشير حسن زيادة, أستاذ الجيل. كل أبناء الغابة الذين درسوا في مدرستي الغابة و الباجا الأولية في سني الخمسينات و الستينات و بداية السبعينات, تتلمذوا علي يديه. و كل المعلمين الذين عملوا في مدارس الغابة أفادوا من تجربته و من توجيهه التربوي.
درسنا علي يديه الحساب في سنة رابعة أولية في عام 69/ 1970م, و في سنة خامسة إبتدائي في عام 70/ 1971م ,عندما تم تغيير إسم المرحلة الأولية إلي الإبتدائية. كم اذكر حصة الحساب الإملائي في الصباح, قبل جرس الطابور, إذ كانت حصة لها ما بعدها. كان الهدف من هذه الحصة, تنشيط الذهن في الصباح و تعلم مهارة التفكير الإبداعي. و إختبار المعلومات العامة. يأتي السؤال : كم قرشاً في الريال الكبير؟ الريال الكبير... الريال الكبير. الريال العارفنو فيهو عشرة قروش , لكين ما سمعنا بالريال الكبير. ثم يكرر السؤال مرة أخري, و لكن لا أحد يقدر علي الإجابة و ينتهي الوقت المخصص للسؤال. و يأتي السؤال الذي بعده و هو أصعب منه. و بعد إنتهاء الحصة تأتي الهرجة و الزنقة و يأتي التعليق : ناجحين... ناجحين... بعد شهور ممتحنين للوسطي! يا سي فلان...
ثم تأتي حصة العصر, و فيها حل مسائل القسمة و الضرب الطويلة و العويصة. كم أذكر تلك العلقة, يوم نسيت صفر العشرات في مسألة الضرب. .أذكر أنه قال لي ( جيب السوط من المكتب), فأتيت بالسوط الصغير. قال لي لا (جيب السوط الكبير).لقد كانت علقة أبوية بحكم العلاقة الأسرية و لا أنساها. كما أذكر (شكلة) ناس (كوجة) و محمد خالد زيادة, في يوم الجمعة ذاك. و في الصباح كانت العلقة. ( كوجة) كان مردف أكثر من سروال و يبدو أنه كان يتوقع الجلد. و كلما يقع السوط علي ظهره يقول له ( ملص )!.
الجدير بالذكر, أن حصص الصباح و العصر, إضافة إلي المذاكرة الليلية في ضوء الرتينة كانت تطوعاً من جانب المعلمين و إجبارية علي التلاميذ لرفع مستواهم.الأساتذة : عبدالحفيظ محمد هارون, عبدالعزيز عبدالرحيم أورحمد , عبدالله أبوزيد, و غيرهم من الأساتذة الذين تتلمذنا علي يديهم. ثم إستاذ الجيل إبراهيم محمد حسين أفندي الذي خلف بشير حسن في إدارة مدرسة الغابة جنوب الإبتدائية و الذي تخرجنا علي يديه, و هو بدوره معلم متميز و من خريجي بخت الرضا, فله مني التحية و لكل المعلمين الين تتلمذنا علي يديهم.
إن مهنة التعليم, هي من أشرف المهن. و تعليم الناس من الصدقات الجارية التي لا ينقطع ثوابها. نسأل الله أن يعفر له و يرحمه, و أن يجعل ما قدمه لبلده في ميزان حسناته.