في صالة الفندق المجهّزة للعشاء من المفترض ان اكون انا معزوم من ضمن المعازيم ولكنهم لم يتركوا الامر كذلك كانوا يتعاملون معي وكاني الداعي أو الراعي الرسمي لهذه المناسبة ويسألونني متى يبدأ العشاء وهل هناك حفل ام لا ومتى سوف ينتهى الحفل وكل ذلك مسبوق بعبارات حضرتك ومسيو ويا استاذ
دائما اقاوم كي اكون انا كما انا اقول لهم لاأدري وعلمي علمكم وأنا معزوم زيكم والله أعلم حتى اضطروني أن أ رد على احدهم بقسوة عندما حاول ان يخفف دمه وقال أن يوسف سوف يتاخر لان صاحبته لم تجهز حتى الان ههههههههه وردد هذه القهقهه خلفه بعض من القطيع... يوسف اعرض عن هذا... وهم لا يعرفون لماذا تاخر يوسف تاخر لانه كان يقوم بعمل انساني كبير ولكن مثل هذه الافواه فقط منها تشم رائحة الخمر وتري الدخان وتسمع الاكاذيب
يصمت الواحد منهم في وطنه دهرا وياتي هنا لينطق كفرا
كل شي في هذه ا لصالة معد بكل دقة ونظام متناهي وكانما الاشياء هنا يتم تفيذها بمجرد النية هي كلمة واحدة قالها يوسف امبارح ليلا .. العشاء غداً في فندق لاي لاي
حتى المهمة التي انا اتيت من اجلها كانت تتم خطواتها بطريقه مذهلة بالنسبة لي
ولكن الان أنا عكر المزاج ومشوش الذهن وغير راغب في أي شى لانني قادم
من المستشفى المركزي مع يوسف الذي طلب منى ان اذهب معه
لزيارة عصام السوداني سالته.. هو مريض بماذا
هو ليس مريض
اذن هو يعمل في المستشفى
لا ليس كذلك
أو ميت وفي ثلاجة الموتى ..توقعت ان يقول لا وبعد عمر طويل
ولكنه قال فعلا هو في الثلاجة منذ شهرين تقريبا
كيف مات؟
مات في أول ساعة لوصوله الي الفندق
من اين قادم هو؟
هو قادم من سلطنة عمان
سياحة؟
لا .. عمل
ولا تدري نفس باي ارض تموت ولكن كيف مات؟
التقرير الطبي يقول انها نوبة قلبية
وكيف عرفت أنت بخبر وفاته؟
هذا الدرج رقم... هنا يرقد عصام هيا لتلقي علية نظرة لعلك تتعرف علية
كان ممدد ويرقد بهدوء كأنه اختار بنفسه هذا المكان .. يشبه الي حد كبير الممثل المصري احمد زكي ولكنه اكثر منه سمرة نحن نسميها خدره ناعمة وايضا شعره كان ناعم وكذلك جسمه
.. قلت ليوسف هذا الشخص انا اعرفه بل تربطنى به علاقة شخصية
قال يوسف .. تأكد .. قلت والله هذه أول مره اري فيها هذا الشخص ولكن هذا احساس قوي من المحتمل لان لي اكثر من اربعة ايام لم اشاهد فيها سوداني
أو لانه من جيلي وفي سنى تقريبا.. قال محتمل. قلت تهيآت
قلت لنفسي كل المعطيات متوفرة لملك الموت ان ياخذ روحى انا في هذا البلد..
لا لا هناك فرق هو قادم من سلطنة عمان وانا من السعوديه. اذن هذا احتمال بعيد على الاقل الان انها مجرد تهيآت
يا الهي ما الذي اتى بك هنا ياعصام؟
فتح كفيه مقبضا شفتيه .. لا أدري
هل انت متزوج ولك اطفال ؟ سالت الدموع من عينينه
هل هم يعلمون بوفاتك ؟ رفع كتفيه لا ادري
أنا ذاهب اليهم هل تذهب معى؟ هزّ رأسه نعم
اقفل يوسف الدرج فنظر عصام الي نظرة لوم وعتاب وكانه يقول قلت لي سوف تاخذني معك ولماذا تتركنى؟ تهيآت
وفي الطريق الي الفندق سالت يوسف الي متى سيظل عصام هنا.
قال لا خلاص انتهت كل الاجراءات وسوف نرسل جثمانه خلال اسبوع ا لي الخرطوم.والان أنا سوف انزلك في الفندق وأذهب ألي مكتب الخطوط لترتيب شحن الجثمان وبعدها سوف الحق بكم في الفندق
ولكن لم تقل لي ماهي علاقتك به ؟.. قال عندما يتوفى أي مسلم هنا تقوم ادارة المستشفي باخطار ا لمركز الاسلامي وانا عضو في هذا المركز وعندما علمت ان هناك شخص سوداني توليت الموضوع بنفسى واتصلنا بسفارة السلطنه وما قصروا اتصلوا بالخارجية السودانيه وتعرفنا على ذويه كما انني تابعت مع سفارة السلطنه في تايوان وحصلت منهم على 40000 دولار وهى التكلفة الاجمالية من رسوم مستشفى واجور تحنيط وشحن وغيرها
فقلت جعل الله كل ذلك في ميزان حسناتك يا اسماعيل يا سائق التاكسي المغمور وانت نسكن في حي مغمور من احياء ام درمان
ماهذا العمل البسيط الذي قمت به يا اسماعيل بطريقة عظيمة حتى ادى الي كل هذه النتائج العظيمه .. ذلك ما سوف نعرفه في الورقة التاسعة