هذه الورقة يغلب عليها الطابع الفلسفي والرومانسي لما تمر به بلادنا من أوقات عصيّه مؤقتة فهي فيها من الحكم والآيات ما يخفف علينا ذلك وفيها حقيقة انه تم ترويض زوجة يوسف
يعقوب يلبس بدله كاملة حتى ربطة العنق وفاطمة بفستان إسلامي مع غطاء للرأس نسميه طرحة أو شاربو صدقوني لم أتأكد من شخصية يعقوب إلا بابتسامته , رديت عليهم بابتسامه مثلها. قال لي يعقوب قبل ذلك وبالكلمات العربية التي تعلموها منى قال لي ... نحن حُب أنت...
زوجة يوسف من ضمن الحضور ..قابلتها قبل ذلك أكثر من مرة , يزعجها جداّ وجودي مع يوسف فانا شغلته عنها ومعظم وقته يقضيه معي وهي تتصل عليه كل رأس ساعة وعندما يكون مشغول أو بعيد عن الهاتف كان قد فوضني بالرد نيابة عنه في حالة اتصالها و غالبا ما تقفل الخط في وجهي ..
حديثة عهد بالإسلام ,جميلة ,عنيده , مثقفه , متعجرفة , متحرره وسوية , تجيد اللغة الانجليزية وهذا شي هنا نادر الوجود بنت تاجر وزوجها تاجر حباها الله بكل النعم حتى الإسلام
وكانت بالنسبة لي مجرد امرأة عابرة
وإحساسي هذا انتقل إليها يغيظها ويثير حفيظتها جاءت لتتكلم مع يوسف وهي واقفة وهو جالس على الكرسي وأمامه الطاولة مُثبتاً عليها زارعيه أفقيا على شكك هرمي قابضا كفيّه ليشكلان قمة الهرم وبينهما وضع حنكه ساندا به رأسه وهي تخاطبه بلهجة حادة وسريعة وهو صامت يسمع ولا يستمع ثم نقرت بإصبعها ألسبابه على الطاولة....كما نفعل نحن بمفتاح انترEnter.... وفهمت من ذلك أنها تقول له ....الآن وفوراً.....
وقبل أن تنصرف رمتني بنظرة معناها .. اغرب عنا فأنا أكرهك
(هنا يقولون لي نحبك باستخدام الكلمات ويقولون عكسها بلغة الجسد)
يلتفت نحوي يوسف ولازال على وضعه ومبتسما ابتسامة خفيفة مع صوت زفير مسموع
يقول وبصوت مخفي وباللغة العربية .. الله يهديك
ثم قال لي لهذا السبب أنا لم أقدم لك الدعوة لزيارة منزلنا حتى الآن
ضحك وقال لا ادري من أين أتتها فكرة انك هنا لترتيب زواجي من فتاة سودانية في الخرطوم؟
قلت له وهل لديك فكرة كهذه؟
قال هي كانت مزحة قلتها لها ولم أكن اعلم أنه سيكون لها هذا الأثر السلبي الكبير عليها
قلت هل لديك مانع في أن أتقرب منها؟
قال: هي لا تطيق أن تسمع كلمة سودان فكيف؟ .. قلت.. أعطيني الفرصة
قال: الفرصة أمامك ولكنى والله أخشى عليك غضبها .. نعم هي أسلمت ولكن لازال في نفسها شي من البوذية .. انتبه
قلت لنفسي: البوذية؟ كانت لي مكتبة فيها أكثر من أربعة كتب مترجمة عن البوذية هذه الديانة فيها تعاليم لاتتعارض أبدا مع تعاليمنا الإسلامية لدرجة أنني سألت عن بوذا هل هو كان نبي ولم اجد الإجابة ...ولكن في رأي هو يقف بين لقمان الحكيم والأنبياء.. تسربت تلك الكتب من مكتبتي مع غيرها من الكتب حسن ومحمد وعبدالله وانور وكمال والصادق وحسين وجعفر وغيرهم كلهم استعاروا منها الكتب ولم تعد حتى الان ( في بلادي يأخذون الفندك يدقو و يدونا ويستعيرون الكتاب ولايعيدونه)
قلت ماعليك فقط اعطنى نبذه عنها .. قال هي بنت تاجر هنا في تايبيه, هو تايواني والدته من أصول هندية وهي أمها من أصول هندية ,انفصل والدها عن والدتها بسبب اختلافهم على صفقة تجارية (تجمعهم الديانة وتفرقهم التجارة.)
قلت يعنى الخلاصة هي خلطة صينية هندية .. قال نعم.ثم قال
وكانت بوذية تنصرت ثم أسلمت على يدي والحمد لله.
كانت هي تجلس بعيدة عنا ولكنها تراقبنا تضع رجل على رجل ترتدي كما يقولون موضة مع بنطلون جينز مؤكد انه مفروض عليها من قبل زوجها يوسف
كانت قلقة ومتوترة تلعب بمفاتيح سيارتها بيدها أليسري وبأنامل يدها اليمنى كانت تعزف على الطاولة .أنا تخيلت ما يدور في ذهنها ..هي تعتقد الآن نحن في انتظار المأذون لإكمال عقد زواج يوسف
سوف ابدأ مهمة الاتصال معها من على البعد .. كيف؟
تابعوا معي هذه اللغة الناجعة وأرجو منكم أن تقتنعوا بها وتجربوها وهي لغة القلوب
إن القلوب لها لغة بحد ذاتها وصوت القلب يُفرِح إذا سمعة الآخرون ..هذا كلامهم (البوذيون)
أرسلت لها هذه ا لرسائل القلبية من القلب إلي القلب
رسالة أولى:
لماذا أنت بعيدة وتجلسين لوحدك ولماذا كل هذا التكلف
أنت فيك من الجينات الهندية ....وهذا فيلسوف ا لهند راجنيش يقول:
الصحيح هو أن يكون الإنسان على طبيعته
والصحيح هو البساطة
لان ذلك هو كل ما تستطيع أن تكون
وما سوى ذلك يذهب أدراج الرياح
رسالة قلبية ثانية:
دعيني أخاطب فيك الجينات الصينية:
أما سمعتي بقول فيلسوفكم المشهور (شوانع تزو) يقول
سعادة الإنسان تأتي من التناغم الكامل مع الآخرين
إذاً كوني على طبيعتك وتناغمي مع الآخرين وصدقيني اقسم لكِ بإلهك الجديد الذي لا اله إلا هو أنا لم احضر لما تظنين واقسم بالله لم يجمعني مع يوسف إلا الجوع والبحث عن مطعم وكان لقائي معه صدفه واسألي يعقوب وفاطمة عن ذلك
وصلتها هذه الرسائل هدأت إلي حد ما جاءت ليعقوب وفاطمة سألتهم عن شي بكلام هادي نظرت إلي نظره اعتيادية لأول مرة في حياتها , وكأنها تقول لي أول مرة أشوفك ولكنها لازالت تحتاج إلي رسائل أُخر.. فأرسلت لها هذه الرسالة:
رسالة قلبية ثالثة:
أنت صاحبة ثقافة غربية ( اللمسه الأنسانية )Human touch )
, تعاملي مع زوجك بدستور ثقافتكم هذا هو دستور في الغرب ابتدعوه وفسروا معاني حروفه
استمعى اليه Hear him
احترمي شعوره Understand his feeling
حركي مشاعره Motivate his desier
قدري جهوده Appreciate his efforts
مديه بالأخبار New him
دربيه Train him
أرشديه Open his eyes
تفهمي تفرده Understand his uniqueness
كرميه Honour him
رسالة قلبية رابعة
إن كان في قلبك شي من البوذية:
تأملي في هذه الحكمة الواردة في التعاليم البوذية:
*هكذا انظري إلي هذا العالم السائر*
*كنجمة في السحر أو فُقاعة في جدول*
*كبرق خاطف في سحابة صيف*
*كشمعة في مهب الريح كروح كحُلم*
لا داعي لكل ذلك أن الحياة قصيرة وكلنا سوف يمضي . نعم هذه الحقيقة تسبب الحزن... ولكن إيماننا بالحياة المؤقتة يجعلنا نستمتع بكل لحظة.. وذلك أجمل من أن يقتل الخوف وقتُكِ الجميل.... تعالي.
عدلت في جلستها استرخت ذهب التوتر عنها قررت أن تأتي إلينا ولكن هناك حاجز كيف تأتي وأين المدخل:
رسالة قلبية خامسة وحاسمة:
أنت مسلمة ونحن مسلمون والمسلم اخو المسلم وأنا أخاطبك بلغة آخر الأديان فيك وآخرها في الأرض.
لا بد انك سمعت القرآن يتلوه يوسف أو غيره من المسلمين معكم , إن الله الواحد الأحد جعل قلب الرسول (صلعم) ليّن كي لاينفضّ الناس من حوله , وقال سبحانه وتعالى
{ فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ..} آل عمران 159
تأملي هذه الاية
: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21].
وصلت كل هذه الرسائل القلبية الي قلبها تماما . وكان يوسف قد خرج لإحضار حبوب القلب لفاطمة
حــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاءت زوجته وجلست معنا
لم تكن منقبضة ولم تكن منشرحة ولكن كانت تدُعي بأنها جادة
فسألتني سؤال ذكي يدل على أنها في منتهى الدهاء ؟؟؟ ورقة 10