( أولي لك فأولي)
لعله لا توجد ايه في القران الكريم يستعملها الناس في غير محلها مثل الايات 34-35 من سورة القيامه يقول الرجل انه فعل كذا من أجل اهله فيرد الاخر (أولي لك فاولي ). وهو يقصد الأقربون أولي بالمعروف . والمعني خلاف ذلك تماما" . ويستوي في هذا الخطأ العالم والجاهل .ونسمعه من اناس يتكلمون في الاذاعة والتلفزيون والصحف . ومن أناس يحملون أعلا المؤهلات في اللغة والدين.
قال أبو حيان والجمهور في معني( أولي لك فأولي). أنها نزلت في (أبي جهل) وكادت تصرح به في قوله تعالي ( يتمطي) . فانه كانت مشيته ومشية قومه من بني مخزوم وكان يكثر منها اي يتبختر في مشيته وذلك عباره عن التكبر والخيلاء قال تعالي ( فلا صدق ولا صلي ولكن كذب وتولي ثم ذهب الي اهله يتمطي أولي لك فاولي ثم أولي لك فأولي) ومعني أولي لك فأولي اي ويل لك ايها الشقي . ثم ويل لك .
قال المفسرون هذه العبارة في لغة العرب أولي لك فأولي ذهبت مذهب المثل في التخويف والتحذير والتهديد . وأصلها انها أفعل تفضيل من وليه الشئ إذا قاربه ودنا منه أي وليك الشر وأوشك أن يصيبك فأحذر وانتبه لنفسك.
روي أن النبي صلي الله عليه وسلم اخذ بيد ابي جهل ثم قال له: ان الله أمرني أن أقول لك أولي لك فاولي ثم أولي لك فأولي. فقال ابوجهل : أتتوعدني يا محمد وتهددني والله لا تستطيع أنت وربك ان تفعلا بي شيئا.اني من اعز اهل هذا الوادي واكرمه علي قومه. ثم لم يلبث ان قتل ببدر شر قتلة . ثم أولي لك فأولي كرره مبالغة في التهديد والوعيد .كأنه يقول إني اكرر عليك التحذير والتخويف . فأحذر وانتبه لنفسك قبل نزول العقوبة بك.
وجاء في لسان العرب : أولي لك معناه التوعد والتهديد أي الشر أقرب إليك
وقال ثعلبه: أولي معناها دنوت من التهلكة
وكذلك قوله تعالي في سورة محمد ( يقول الذين امنوا لولا أنزلت سورة فاذا أنزلت سورة محكمة وذكر فيها القتال رأيت الذين في قلوبهم مرض ينظرون اليك نظر المغشي عليه من الموت فأولي لهم)أي وليهم المكروه وهو اسم لدنوت أو قاربت.
قال الاصمعي : (أولي لك ) قاربك ما تكره . أي نزل بك يا أبا جهل ما تكره
وقال الجوهري: أولي لك فأولي: تهديد ووعيد
وقال تبع: أولي لهم بعقاب يوم سرمد
قالت الخنساء : هممت بنفسي كل الهموم**فأولي لنفي أولي لها
قال إبو العباس : يقول الرجل اذا حاول شيئا" فأفلته بعدما كاد يصيبه أولي له فاذا أفلت من عظيم قال : أولي لي
وروي عن ابي حنيفه انه كان يقول اذا مات ميت في جواره أو في داره أولي لي كدت والله أن اكون السواد المخترم
وفي حديث أنس رضي الله عنه : قام عبد الله بن خذامه فقال من ابي ؟ فقال رسول الله صلي الله علية وسلم ابوك خذامه وسكت رسول الله صلي الله علية وسلم ثم قال :أولي لكم والذي نفسي بيده . أي قرب منكم ما تكرهون
قال بن العباس كان قوم يسألون النبي صلي الله عليه وسلم استهزاء فيقول الرجل من أبي ؟ ويقول الرجل تضل ناقته . أين ناقتي ؟
قال الاصمعي: لقيت السعلاه وهي ساحرة الجن حسان بن ثابت ببعض طرقات المدينة وهو غلام قبل ان يقول الشعر فبركت علي صدره وقالت: انت الذي يرجو قومك ان تكون شاعرهم ؟ قال نعم قالت انشدني ثلاثة ابيات علي روي واحد والا قتلتك
فقال : اذا ما ترعرع منا الغلام فما يقال له من هوه ( بضم الها وفتح الواو والها)
فقالت السعلاه ثنه ( بشد النون وكسرالها)
فقال: اذا لم يسد قبل شد الازار فذلك فينا الذي لاهوه ( بضم الها وفتح الها)
فقالت : ثلثه
فقال : ولي صاحب من بني الشيصبان فحينا" أقول وحينا" هوه ( بضم الها وفتح الواو والها الاخيره)
فخلت سبيله وقالت: أولي لك . أي نجوت من عظيمة.
نشر المقال بجريدة اخرلحظة