نحن الان داخل مستشفى وداخل المستشفى داخل مكان لاادري هل هو الطواري ام العناية المكثفة ام غرفة العمليات الامر بالنسبة لي غير واضح حتى اسم المستفى انا لااعرفه لان كل شي هنا مكتوب بلغتهم التي هي تشبه درب النمل شخصيا لم ارى درب النمل ولكني اسلمت بذلك كايماني بان شجرة الزقوم طلعها كرؤس الشياطين وانا لم ارى رؤس الشياطين كل ما اعلمه ان فاطمة في الداخل وانها تحت رعاية النمل وهذ الشي زادني ثقة بانها تحت رعاية جاده ومنظمة ودقيقة
كانت تجلس على يميني زوجة العزيز يوسف وعلى شمالي شخص آسيوي شاحب نحيف غير مهتم بمظهرة اول مره اشاهده ولكنه كما يبدو له علاقة قوية بفاطمه وبعائلة يوسف لو التقطت لنا صورة في تلك اللحظه ووزعت على اهل الارض لعرفوا جميعا ومن اول وهله بان الذي يجلس في والوسط هو أنا. كاان يتكلم بحده والم واحتجاج .(.ضد من وعلى من لاادري) ولكني كنت متاكد لست انا المعني وهذا ما يهمني الان
وكانت زوجة العزيز وعندما يسألها هو كانت تجاوب عليه باختصار ومن طرف لسانها ثم تواصل ثرثرتها معى وهي ترصد وتتفحض بتركيز كل من يقع في مرمى نظرها واحيانا عندما يكون هناك ما يلفت نظرها في شخص ما كانت تصمت برهه وهي مركزة نظرها عليه ثم تواصل من نفس المكان الذي وقفت فيه عن الحديث تحكي وانا استمع كانت الحكاية ماساوية حقا وبشعه ومحزنه لابعد مايمكن ان يغوص اليه الحزن ولكن طريقة سردها وكانها تقرأ من كتاب جعلتني في لحظتها كانني استمع الي نشرة اخبار العالم
وايضا شتت ذهنى في نفس الوقت .. اسرة تاياونية مكونه من رجل وامراه وصبي
كانت هذه الاسرة تجلس قبالتنا .. في قلق وتوتر ينتظرون خبر متوقع آتي من داخل هذه الغرفه احسست انهم يريدون ان يسمعوا شي ايجابي ولكنهم يخشون ان ياتيهم احد ليخبرهم بشي غير ذلك .. وهذه هي طبيعتنا نحن الناس نريد ان تسير الاشياء كما نريد .. وهذا شي مستحيل....
اخيرا جاء احد من اعضاء الفريق الطبي وتكلم معهم بلغتهم ..... هدف..... قفزوا من على الكراسي وهتفوا وتعانقو
كنت في نفس الوقت اشعر بالغبطة والسرور لان زوجة العزير اذابت الجليد الذي بينها والناس اجمعين هذا الشعور الغريب المزيج بين الاسى والحزن والغبطة جعلني اشعر وكانني اشاهد كوميديا لاتينية غير مترجمة أو انني امضغ الحلوي بورقتها ام انني اشرب شاي بارد او شي مقبول وغير مقبول او مستساغ وغير مستساغ
تعلمت من هذا الموقف لماذا نحن نقلق؟
نحن نقلق لاننا لا نترك الامور على حقيقتها ونعيش على توقعاتنا والحقيقة في حالة هذه الاسرة.. هي ان لهم حالة ولاده داخل غرفة العمليات هذه هي الحقيقة وسوف يقوم الاطباء باجراء الولاده وحتى الان هذه هي الحقيقة ولكننا نقفز دائما فوق الحقائق ونتوقع اشياء ثم نعيش على هذه التوقعات ولو تركوا الامر على حقيقته وانتظروا النتيجة وقبلوا بها وقالوا خير.. لما عاشوا في هذه الحالة من القلق المضني
وقس على ذلك ما يجري لنا في حياتنا اليومية نحن نترك الحقيقة ونعيش على التوقعات وهذا هو المعنى الحقيقي للقلق
سمحوا لنا بالدخول لزيارة فاطمة .. سلم عليها هذا الاسيوي وهو يعتصر الما وتكلم معها وهو يبكي .. عرفت انه شقيقها واسمه ايوب .. وهو الوحيد الذي نجى معها من المجزرة التي ارتكبت ضدهم في بورما.. ثم سألته هي .. ألم تجدهم ؟ تقصد طفلتها .. عائشة وطفلها ابراهيم.. هذه هي المأساة التي كانت تحكيها لي زوجة يوسف قبل قليل..والتي قد لا استطيع سردها لكم ولكني سوف افعل ذلك كالتزام ادبي ... فامهلوني حتى استجمع قواي... ورقة 12