ربما لا يعرف بعض الشباب هذا الإسم, نسبة لإنتقاله من الغابة منذ سنين طويلة , أي في منتصف السبعينات, حيث عمل في مناطق أخري, و لوفاته منذ سنين.
هو حسن علي شيخ نورالدين شامي , من أبناء الباجا. و هو أول مدير لمدرسة الغابة الثانوية العامة ( المرحلة المتوسطة ) فيما بعد. تخرج في مدرسة وادي سيدنا الثانوية في بداية الستينات الماضية, و عمل في مجال التعليم. تم إنشاء مدرسة الغابة الوسطي علي يديه, حيث أبلي بلاءً حسناً في هذا العمل. إفتتحت المدرسة في عام 1969م , في مباني نادي الغابة القديم, بفصلين ( نهرين ), إلي أن تم بناء مباني المدرسة الجديدة, و التي تشغلها المدرسة الثانوية بنين حالياً. و تم إسكان التلاميذ في بيت ( ودإبنعوف ) الذي يقع جنوب المدرسة الثانوية التجارية , حتي تم بناء الداخلية . عمل معه في بداية إفتتاح المدرسة, الأستاذ / عبدالله علي عبدالكريم و الأستاذ/ حسن محمد طه عيداب, و إنضم إليهم في العام التالي , الأستاذ/ محمد صالح سلطان كيجاب , و الأستاذ/ هارون عبدالكريم , أستاذ اللغة العربية و التربية الإسلامية, و هو من أبناء كنكلاب, و من خريجي الأزهر. كان هارون يرتدي الزي القومي السوداني ( الجلابية) خلافاً للموظفين في تلك الأيام. هارون ترقي بعد سنين إلي أستاذ في المرحلة الثانوية, و عاد إلي الغابة مرة أخري, حيث عمل معلماً في مدرسة البنات الثانوية حتي وفاته منذ خمسة سنين.
ثم توافد المعلمون من أبناء الغابة و من غيرها إلي هذه المدرسة الوليدة, حيث عملوا بإخلاص في تعليم النشء. و الأساتذة من أبناء الغابة و الذين تتلمذنا علي يديهم في هذه المدرسة هم : عبدالرازق عبد الرحيم محمد علي - حسين ساتي حسين - النجومي محي الدين قيلي ( ثاني مدير للمدرسة ) - حسن حاج موسي - محمد عبدالله حسين ( كردمة ) - هاشم دمباس - زيادة سوركتي زيادة - إسماعيل علي عبدالكريم - عباس سلطان كيجاب.
لقد بذل حسن علي و زملائه المعلمين جهداً كبيراً في بناء المدرسة و التي إكتمل بناؤها في وقت قياسي. و صادف ذلك عطلة المدارس التي إمتدت في تلك السنة لمدة ستة شهور, نسبة إلي تعديل نظام الدراسة في المدارس السودانية, و هو ما سموه السلم التعليمي الذي طبق في بداية عهد مايو, أي في عام 1970م. كنا إنتقلنا إلي مباني المدرسة الجديدة بعد شهرين من قبولنا, و كانت دفعتنا هي الثانية. تم إفتتاح المدرسة في يوم عيد العلم, الموافق 24 فبراير من عام 1972 م. كان يوماً سعيداً, إذ إبتهج أهل الغابة بهذه المدرسة الجميلة التي صارت معلماً من معالم البلد.
كان حسن علي يتمتع بشخصية جذابة, و مهذب في مظهره, و ذو شخصية قوية. و كان لديه القدرة علي تدريس كل المواد العلمية و الأدبية. أذكر أنه تم تزويد المدرسة بمعمل حديث للعلوم , كان يعلمنا فيه كيفية إجراء التجارب العلمية. و بجانب هذا كان رجل رياضي , يهوي الرياضة و ممارستها و يشجع التلاميذ علي ممارستها.
إنتقل حسن علي إلي بربر في عام 1973م. ثم حصل علي دبلوم في التربية . سافر إلي اليمن , حيث عمل لبعض الوقت هناك, ثم عاد إلي العمل في رئاسة وزارة التربية و التعليم حتي وفاته في عام 2001م . يرحمه الله.